المغني الألماني هيربرت غرونماير يطفئ شمعته الخمسين
١٤ أبريل ٢٠٠٦بعيدا عن مظاهر احتفالية صاخبة، احتفل أسطورة الغناء الألماني هيربرت غرونماير أمس بعيد ميلاده الخمسين. فقد اقتصر الاحتفال الذي نظم في لندن، مقر المغني ومكان سكنه على عشاء هادئ ومتواضع حضره عدد من أفراد عائلته وبعض الأصدقاء المقربين إليه. ويعد غرونماير من أشهر النجوم الغنائيين في ألمانيا، فقد أثرى المغني الموسيقى الألمانية على مدى أكثر من 25 عاما. ويحضر غرونماير لألبوم غنائي جديد من المتوقع صدوره السنة القادمة. وكانت قصة نجاح غرونماير بدأت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي في مسقط رأسه مدينة بوكهوم. وفي بداية مشواره الفني، لم يتمكن غرونماير من تحقيق النجاح اللازم من خلال أول ألبومين له، بل إنه فشل فشلا ذريعا ونال جائزة أسوأ ألبوم في ذلك الوقت. ولكنه تمكن لاحقا من الانطلاق وتحقيق النجاح الباهر من خلال أغنيته (رجال). وأصبحت هذه الأغنية أغنية شعبية ومشهورة في ألمانيا ما زال يرددها كثير من المعجبين بفن غرونماير. وتقول كلمات الأغنية:"الرجال لديهم قوة خارقة. يستطيعون فعل كل شيء. يشترون النساء ويبكون في الخفاء". وأراد غرونماير من خلال كلمات هذه الأغنية أن يبين للجميع أن الرجل يبقى في النهاية إنسانا لديه الكثير من العواطف، رغم كونه رجلا. وقد نجح هذا الألبوم في تصدر قائمة أفضل 100 أغنية على مستوى العالم لمدة 79 أسبوعا.
أغنية (الإنسان) تعيد الاعتبار لغرونماير
ساد في نهاية التسعينيات جو من الهدوء والصمت في حياة غرونماير وقلّت أعماله الفنية. كل ذلك كان بسبب تلقيه ضربة مؤلمة لم يكن يتوقعها. ففي سنة 1998 توفي أخاه وزوجته، ما أثر سلبيا على حياته وحالته النفسية التي لم تعد مهيأة لإنتاج فني. وبينما غاب غرونماير عن الأنظار لبعض الوقت، كتب أغاني ألبومه الجديد والذي حمل اسم (إنسان). وكانت هذه الأغنية السبب الرئيسي في ظهور نجم غرونماير من جديد واستعادة تألقه السابق. وحققت هذه الأغنية نجاحا باهرا وبيع أكثر من 3 مليون نسخة منها. كما مكنت الأغنية غرونماير من تصدر مقدمة لائحة المغنيين الألمان لأول مرة.
من اجل محاربة الفقر في افريقيا
لم يعرف الناس غرونماير من خلال أغانيه فقط، بل عرفوه أيضا من خلال نشاطه السياسي. فهو إنسان يريد أن يسمع صوته للجميع ويعبر عن مشكلات الناس ونقلها كما هي دون تجميل للحقائق. وخلال مسيرته الفنية الطويلة، تناول كثير من القضايا السياسية في أغانيه وحارب بها القنابل التي تودي بحياة كثير من الأبرياء وعارض العنصرية وطالب بالتسامح ورحابة الصدر ونشر السلام في العالم. ويتضح نشاط غرونماير السياسي أيضا في مشاريع التنمية التي أقامها في إفريقيا. وبالتعاون مع الموسيقي الألماني فولفغانغ نيدكين، كتب أغنية ألمانية لحفلة (الإسعاف الأولي). واليوم هو رئيس مجموعة(صوتك ضد الفقر) التي تهدف الى القضاء على الفقر وجعله شيئا من التاريخ الماضي. ولفت انتباه الناس إلى هذه القضية المهمة من أجل الضغط على أصحاب القرار السياسي الذين لا يعيرونه أية أهمية. يقول غرونماير:"نحن معا نملك القوة التي تمكنا من تغيير هذه الأشياء، فقد حان الوقت لنستيقظ من سباتنا ونلتفت إلى قضايا مجتمعاتنا. وإذا لم نواجه هذه القضايا الآن، فإننا سنحيا حياة طويلة مهينة، لأننا لم نقم بواجبنا في سبيل محاربة الفقر والمرض والجوع والموت. وفي المستقبل ستحاسبنا الأجيال القادمة على هذا الإهمال."
أغنية للمونديال
نشاط غرونماير في العمل الاجتماعي جعله مشهورا عالميا. فقد تم نشر صورته على غلاف عدد خاص من مجلة (Time) تحت عنوان (أبطال أوروبا لعام 2005). وكذلك منحت مجلة (US) تعويضا لـ 37 شخصا نذروا أنفسهم لخدمة للآخرين. ومع قرب مونديال 2006، لم ينسَ اتحاد كرة القدم العالمي (الفيفا) غرونماير، بل طلبوا منه أن يكتب الأغنية الرسمية لهذا الحدث الرياضي الكبير. انتهى غرونماير من كتابة الأغنية والتي أطلق عليها اسم( احتفل بهذا اليوم). وستصدر بعدة لغات مختلفة. وغرونماير سيغنيها شخصيا في الحفل الافتتاحي لكأس العالم الذي سيقام في ميونيخ في التاسع من حزيران / يونيو المقبل.