المغرب يسعى لتطويق آثار أزمة في علاقاته مع موريتانيا
٢٨ ديسمبر ٢٠١٦أكد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران اليوم الأربعاء (28 كانون الأول/ديسمبر 2016) أن تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي ضد موريتانيا غير مسؤولة ولا تتماشى مع ثوابت الدبلوماسية المغربية. وتسلم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اليوم بمقر إقامته في مدينة " أزويرات"، الواقعة على بعد 750 كم شمالي نواكشوط، رسالة من العاهل المغربي محمد السادس نقلها إليه بنكيران الذي يزور موريتانيا حالياً.
وقال بنكيران ، في تصريح مكتوب، إن "هذه التصريحات لا تعبر إلا عن رأيه الشخصي ولا تعبر أبداً لا عن رأي جلالة الملك ولا عن رأي الحكومة المغربية ولا عن الشعب المغربي". وأضاف أن العاهل المغربي "يولي اهتماماً لتطوير العلاقات مع موريتانيا وهي دولة شقيقة وعزيزة ولها مكانة خاصة بالنسبة للمغرب وتجمعها مع المغرب روابط الدين والأخوة واللغة والتاريخ والمصير المشترك". وأوضح أن العلاقات "ترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر وحسن الجوار البناء".
وبدأت بوادر أزمة في العلاقة بين البلدين، بعد قول حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، المحافظ الاثنين في اجتماع حزبي عن تاريخ استقلال المغرب والمناطق التي فقدها بسبب الاستعمار، إن "موريتانيا أصبحت دولة وهي أراض مغربية محضة"، مشيرا أيضاً إلى أن مناطق تندوف وكلوم بشار والقنادسة الجزائرية كانت سابقا تحت سيطرة المغرب.
وجاءت زيارة ابن كيران إلى موريتانيا اليوم، عقب اتصال بين الملك المغربي والرئيس الموريتاني أكد فيه محمد السادس "أن المغرب يعترف بالوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية وفقا لمقتضيات القانون الدولي". وأضاف بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية أن "قائدي البلدين عبرا أيضاً عن عزمهما الحفاظ على العلاقات أمام كل محاولة للمس بها، أيا كان مصدرها أو دوافعها".
كما عبرت الخارجية المغربية في بيان ليل الاثنين-الثلاثاء عن "رفضها الشديد" لهذه التصريحات واصفة إياها بأنها "تفتقد للنضج ولضبط النفس"، مضيفة أن "المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية".
وقرر الحزب الحاكم في موريتانيا، فور تصريحات حميد شباط، قطع صلاته بحزب الاستقلال المغربي.
خ.س/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)