المعارضة تنفي سحب القوات وداود أوغلو يبحث الملف السوري في طهران
٤ يناير ٢٠١٢قال نشطاء سوريون اليوم الأربعاء ( الرابع من كانون الثاني/ يناير 2012) إن قوات الأمن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين، حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات. وقالت جماعات معارضة في مدن إدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب إن الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون قائلا "إنها تابعة للشرطة". وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن الإفراج عن المحتجزين لم يتم وان الوجود العسكري في الشوارع ما زال قائما.
وأضاف أن دبابات الجيش استبدلت وحل مكانها عربات مصفحة ناقلة للجنود تابعة للشرطة ما زالت قادرة على إطلاق النار من أسلحة رشاشة. من جانب آخر ذكر نشطاء أن المراقبين زاروا السجن الرئيسي في حمص أحد مراكز الاحتجاجات. وقال النشطاء نقلا عن رسائل سربها مسجونون وحراس في السجن، إن المراقبين استقبلوا بالهتافات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام. وقال أبو رامي الناشط في حمص "قوات الأمن نقلت بعض المحتجزين لكن الأعداد كبيرة جدا لدرجة أنها لا تستطيع نقلها جميعا". وأضاف "نقلوا بعض المحتجزين إلى قواعد عسكرية وابعدوا محتجزين كانوا في حالة صحية سيئة".
دمشق تتهم واشنطن بالسعي على تدويل الأزمة
في غضون ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن التصريحات الأمريكية بشأن عدم التزام سوريا باتفاق الجامعة العربية هي محاولة لتدويل الأزمة المستمرة منذ عشرة أشهر. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، قالت إن لديها بواعث قلق جدية بشأن تعامل سوريا مع بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية التي تهدف لوقف حملة قمع المحتجين المناهضين للحكومة ولا تعتقد أن دمشق جاهزة لتنفيذ بنود اتفاق السلام الذي تسانده الجامعة.
وقال مقدسي في بيان، نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن "تصريحات نولاند هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح وهو موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الأولي". من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه في لشبونة أن على المراقبين العرب الموجودين في سوريا "ألا يسمحوا بالتلاعب بهم" من قبل النظام. وأعلن جوبيه في مؤتمر صحافي مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، أن "جامعة الدول العربية كان لها الفضل باتخاذ مبادرة، لكن ينبغي على مراقبي الجامعة العربية عدم السماح للنظام بالتلاعب بهم كما يحاول هذا النظام" أن يفعل.
على صعيد متصل قام وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو بزيارة إلى طهران اليوم لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني بشأن برنامج إيران النووي والتطورات في سوريا والعراق. ووصفت زيارة داوود اوغلو بأنها في إطار المحادثات المنتظمة بين الوزيرين لكنها تأتي في وقت حساس للمنطقة وللعلاقات بين البلدين. يشار إلى أن لإيران وتركيا مقاربتين مختلفتين للأزمة السورية إذ تدعم طهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم تركيا المعارضة السورية.
(ح.ع.ح/ رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)
مراجعة: أحمد حسو