المعارضة السورية تبحث تشكيل حكومة انتقالية تحسبا لما بعد الأسد
٢٩ يوليو ٢٠١٢قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري وهو تحالف المعارضة الرئيسي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد (29 يوليو/ تموز) إن محادثات ستجرى خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل فريق الأسد في الوقت المناسب. وقال سيدا إن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية. وأضاف أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة، لكنها قد تضم أيضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية.
وقال سيدا لقناة سكاي نيوز العربية التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها إن "هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى. . . حينئذ أيضا سنتشاور مع مختلف الفصائل.. لابد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء طبعا مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى."
ولم يحدد سيدا في زيارة لأبوظبي لمقابلة مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة الموعد الدقيق لتشكيل الحكومة الانتقالية، وصرح في مؤتمر صحفي في الساعات الأولى من اليوم بأنه بحث الفكرة مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات. وقال سيدا إن المجلس الوطني السوري شكل لجنتين لبحث الفكرة وتتواصل اللجنة الأولى مع الجيش السوري الحر، في حين أن الثانية ستتعامل مع كل جماعات المعارضة الأخرى.
واشنطن تحذر من فراغ للسلطة
وفيما يرتبط بالمستقبل السياسي داخل سوريا ذكرت تقارير صحفية أمريكية اليوم الأحد أن الإدارة الأمريكية حذرت المعارضة السورية من القيام بتفكيك المؤسسات الحكومية وكذا الجيش بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم استنادا إلى مسؤولين حكوميين لم تفصح عنهم إن الإدارة الأمريكية أوضحت أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع للعنف ووقوع فوضى بسبب فراغ السلطة على غرار ما حدث في العراق بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في 2003.
وليد المعلم يتوعد المعارضة السورية من طهران
وعلى الرغم من صمود مقاتلي الجيش السوري الحر وسيطرتهم على عدد متزايد من الأحياء داخل مدينة حلب، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني علي اكبر صالحي في طهران اليوم الأحد أن الجيش السوري سيقضي على المتمردين المسلحين في مدينة حلب التي يشن عليها هجوما منذ السبت شمال البلاد. وقال المعلم "لقد تجمعت كافة القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة، وسيتم القضاء عليها بلا شك"، مضيفا أن "الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش" ضد المسلحين المعارضين.
ويشن الجيش السوري منذ صباح السبت هجوما عنيفا على حلب ثاني المدن السورية والرئة الاقتصادية للبلاد لإخراج المقاتلين منها. واتهم المعلم "قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية بمنع انتهاء المواجهات" من خلال دعم المتمردين وتزويدهم بالسلاح. وفي الوقت الذي تصف فيه السلطات السورية المعارضة المسلحة ب "عصابات إرهابية مسلحة" ممولة من الخارج، أكد المعلم أن مقاتلين دخلوا سوريا من تركيا والعراق. وأكد الوزير السوري أن "وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما". وتتهم إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لنظام الرئيس بشار الأسد، الدول الغربية والعربية خصوصا السعودية وقطر بدعم المعارضة سياسيا وعسكريا.
المعركة مستمرة في حلب
وبشأن آخر أبرز التطورات في المعركة الدائرة رحاها بين الجيش النظامي السوري ومقاتلي الجيش السوري الحر دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي الغرب إلى إنشاء "منطقة حظر جوي" في سوريا، مشددا على أن مدينة حلب ستكون "مقبرة لدبابات"الجيش النظامي.
وقال العكيدي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية "نقول للغرب أصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة إلى منطقة عازلة بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام". وتطرق إلى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على أن "اي حارة او اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) إليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات".
واعتبر أن الجيش النظامي "لا يستطيع (الوصول إلى حلب) إلا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت لكن كدخول إلى المدينة (حلب) فانه لا يستطيع". وأعرب عن خشيته من "استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل هذا النظام المجرم"، مضيفا "لدينا بعض المعطيات عن سحب بعض الأسلحة الكيميائية من المستودعات". وأشار العقيد عبد الجبار العكيدي إلى أن النظام "لا يجرؤ على إخراج الجنود من الثكنات العسكرية، لأنه بمجرد خروج هذه العناصر فهم يلجؤون إلى الانشقاق والهروب عن هذا النظام".
(م أ م/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي