المسلمون في ألمانيا ينددون بترحيل المسيحيين في العراق
١٣ أغسطس ٢٠١٤تشكل المسيحية في العراق جزءاً مهما في المنظومة الثقافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي، غير أن تنظيم ما يطلق عليه ب"الدولة الإسلامية" المعروف سابقًا باسم "داعش"، يجبر المواطنين المسيحيين في عدد من المناطق العراقية التي يسيطر عليها، مثلا في مدينة الموصل، على مغادرة البلاد بأشكال مختلفة، حيث أمهل التنظيم المسيحيين للرحيل حتى تاريخ 19 يوليو/ تموز الماضي وإلا وجب عليهم دفع جزية مقابل الأمان أو اعتناق الدين الإسلامي.
في حوار مع موقع DW عربية أوضحت لمياء قدور، الباحثة في الدراسات الإسلامية والأمين العام لرابطة المسلمين الليبراليين الألمان، أن ترحيل المسيحيين في العراق "يضر بالسلم الاجتماعي"، وأضافت أنه "لا يمكن لأحد تصور العراق بدون مسيحيين، حيث إن ترحيلهم سيفقد العراق جزءا هاما من ثقافاته ومعتقداته، وهو أمر لايمكن تعويضه".
وحول تبعات ما يقوم به التنظيم المتطرف ضد المسيحيين العراقيين عبرت لمياء قدور عن اعتقادها أنه "من بين النتائج المحتملة لسياسة ترحيل المسيحيين من العراق هو تفريغ كل الشرق من المسيحيين. وحتى إذا حقق الإسلاميون مثل هذه الأهداف، فإنهم لن يتوقفوا مستقبلا عن طرد من يخالف توجههم السلفي. فهم يشنون حربا ضد كل من يخالف موقفهم الديني المتطرف ".
دعوة لوقف ترحيل المسيحيين
من جهتها تعتبر الطالبة العراقية سناء حمداني، التي تدرس الصحافة في ألمانيا أن "ما يقوم به الإرهابيون في وطني يسيء لصورة العراق. نحن شعب واحد، وكنا دائما كذلك، بغض النظر عن الدين". أما الشاب ربيع، وهو من أصول لبنانية فيقول: " المسيحيون يشكلون عنصرا مهما في عدد من الدول الإسلامية. كان هناك تعايش دائم معهم، ونحن نعتبر ذلك ثروة يجب عدم التفريط فيها".
بالنسبة لباسم وهو من أصول سورية فإن "المسيحيين عاشوا منذ فترة طويلة في الدول العربية قبل المسلمين، ولو كانت هناك رغبة لإبعادهم من تلك الدول لحدث ذلك قبل قرون طويلة". ويضيف باسم أن "الجماعات الإسلامية المحاربة في سوريا وفي العراق غريبة عن البيئة والثقافة الإسلامية المتجذرة هناك". وهذا ما دعا بحسام صابر المقيم في برلين والذي ينحدر من أصول مصرية للقول إن "مايقع في العراق من أعمال تقتيل وترحيل للمسيحيين واليزيديين أمر لا يمكن تقبله ولا يجب السكوت عنه".
واجب كل مسلم ومسلمة
وعبرت الباحثة في الدراسات الإسلامية لمياء قدور عن اعتقادها أنه يمكن لمسلمي ألمانيا أن يلعبوا دورا بهدف حماية المسيحيين في العراق وذلك من خلال "التصدي لعمليات ترحيلهم، عبر تنظيم مظاهرات احتجاجية ضد التنظيم المتطرف"، مضيفة إلى أن ذلك من واجب كل مسلم ومسلمة.
نزوح المواطنين المسيحيين
يقدر عدد المسيحيين في العالم الإسلامي بحوالي 153 مليون إلى 230 مليون شخصا. وفي العراق يعترف الدستور بالمسيحية كدين وطني إلى جانب الإسلام وغيره من الديانات. وحسب تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الإنسان" العراقية، فقد تراجع عدد المسيحيين هناك الآن إلى أقل من الثلث. وذكر يونادم كنا، رئيس كتلة الرافدين المسيحية في البرلمان العراقي، أن عدد المسيحيين الذين نزحوا خلال الأسبوع الماضي فقط وصل إلى حوالي 15 ألف شخص من محيط مدينة الموصل وحدها.