المرأة العربية: دور فاعل في ثورات التغيير
٢٢ مارس ٢٠١١لم تتخلف المرأة عن مسيرة التغيير، التي تجتاح المنطقة العربية، ولم تمنعها التقاليد المحافظة، التي تحكم أغلب البلدان العربية من المشاركة في دعم الثورات العربية. نساء عديدات في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا تقدمن الصفوف ليقفن إلى جانب الرجال داعيات إلى تحقيق تحول ديمقراطي في المجتمعات العربية. مصر واليمن نموذجان لدولتين عربيتين تشهدان التغيير مع فارق كبير يميز ثقافة كلا من البلدين ونظرة النخب فيهما لدور المرأة في المجتمع.
"مشاركة المرأة جزء من ثقافة صناعة الحياة"
الكاتبة المصرية أمينة زيدان، الحائزة على جائزة نجيب محفوظ للرواية لعام 2007 تحدثت لدويتشه فيله عن دور المرأة المصرية في ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك مؤكدة "أنّ المشاركة في الثورات على وجه العموم تأتي بمستويات متباينة، وهذا ينطبق على مشاركة المرأة المصرية كعنصر أساسي من عناصر المجتمع. من هنا فقد جاءت مشاركتها بشكل مختلف عن مشاركة الرجل، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها سجلت حضورا فاعلا منذ اللحظات الأولى في ميدان التحرير إلى جانب الرجل بغض النظر عن الولاءات الأيديولوجية والدينية" .
وشاركت نسوة كثيرات في عمليات تفتيش المتظاهرات في القاهرة أيام ثورة التغيير لمنع تسلل العناصر المثيرة للشغب خصوصا بعد ما صار يعرف بواقعة الجمل. وتحدثت الكاتبة المصرية عن وقائع عاشتها حين أجبرت على اجتياز ميدان التحرير أيام الثورة للحصول على رز وطحين، معتبرة أن هذا يعبّر عن مطلب جماهيري صار يعرف بالمطالب الفئوية، والنظر إلى هذا المطلب من هذه الزاوية يرجع بالمراقب إلى مطالب الأم الرئيسية معتبرة "أنّ الأم لن تمتلك حريتها ما لم تمتلك هي وأبناءها قوت يومهم"، لأنه جزء من ثقافة صناعة الحياة، التي تضطلع بها النسوة عبر التاريخ، وهو عين ما حدث في المشاركة النسوية في ثورة مصر.
نساء اليمن السعيد
المشهد في اليمن يبتعد في تفاصيله عنه في مصر، فثقافة القبيلة ما زالت سائدة في هذا البلد، كما أن التقاليد المحافظة ما زالت هي التي تقرر أشكال سلوكيات الأفراد رجالا ونساء. ولا ينتظر المراقب أن يجد للمرأة دورا مؤثرا في مسيرة التغيير التي تجتاح البلد، لكن رئيسة منتدى الإعلاميات اليمنيات، رحمة حجيرة، التي تحدثت لدويتشه فيله من صنعاء لفتت الأنظار إلى حجم وأهمية الدور الذي لعبته المرأة في هذه المرحلة مشيرة إلى أن مشاركة النساء في البداية كانت ضعيفة واقتصرت على بعض الإعلاميات المعروفات في الوسط الصحفي اليمني ومن بينهن سامية الأغبري ، وفاطمة الاغبري، وتوكل كرمان ، و فخرية حجيرة.
ومضت الصحفية اليمنية الى القول أن "يوم 3 شباط فبراير شهد أول تجمع نسوي كبير تحت مسمى - شباب بلا أحزاب- وهم شباب التغيير في الجامعة الجديدة لشابات غير متحزبات، وفي يوم المرأة العالمي- الثامن من آذار/مارس- سجلت المرأة حضورا كبيرا في المسيرات تجلى بـ 3000 مشاركة ".
كما اعتبرت رحمة حجيرة أن النساء تفاعلن مع الحدث من مواقعهن، فقد نشطت الممرضات والطبيبات في المشافي لمعالجة الجرحى، والإعلاميات في الصحف لدعم عملية التغيير بأقلامهن وحضورهن الصحفي في مواقع الحدث، كما سجل بعضهن حضورا في طليعة المسيرات حيث تصدرن المنابر لمخاطبة الجموع وبث روح الحماس في الشباب لدفعهم للمشاركة.
ولفتت الإعلامية اليمنية إلى أن أحزابا متطرفة وأحزابا محافظة من بينها الحزب الإسلامي في اليمن قد تقبّلت مشاركة المرأة في المسيرات والتظاهرات معربة عن أملها أن "لا يكون هذا الموقف مجرد تكتيك سياسي لعبور المرحلة الحالية".
وفي معرض حديثها عن الموقف الاجتماعي من مشاركة المرأة أكدت حجيرة أنّ "المجتمع بشكل عام صار يقبل مشاركة المرأة في مسيرة التغيير والرجال يرافقون أخواتهم وبناتهم وقريناتهم إلى ميدان التغيير وسط صنعاء ليتيحوا لهن المشاركة، لكنها عادت لتلفت الإنتباه إلى "أن نساء أحزاب المعارضة التقليدية عموما تخلّفن عن المشاركة بشكل ملفت للنظر".
ملهم الملائكة
مراجعة: لؤي المدهون