المحلات الألمانية مترددة في استحضار الأكل الحلال
٢٦ أبريل ٢٠١٣من يرغب في شراء الحاجيات الغذائية التي تستوفي لشروط الشريعة الإسلامية، فيجب عليه التوجه إلى المحلات التركية أو العربية، للحصول مثلا على منتجات خالية من لحم الخنزير أو الكحوليات. وقلما يجد المسلمون تلك المنتجات في المحلات الألمانية التي لا زالت مترددة في استحضارها؛ علما أن سوق اللحم الحلال وحده يدر أرباحا كبيرة، حيث إن مجموع مبيعات المواد الغذائية التي ينتجها مصنع اللحوم الحلال المجمدة "مكة فود" في كل بقاع العالم يقدر ب 450 مليار يورو سنويا. ويبلغ نصيب ألمانيا في ذلك حوالي 5 مليارات.
في حوار له مع DW، أشار التاجر توم بوشمان في معرض الحديث عن " مكة فود" إلى أن " لهذا السوق إمكانيات وآفاق واسعة، مشيرا إلى أن المحلات الألمانية لا تبدي اهتماماً بالفئة المستهلكة لتلك المواد في ألمانيا والتي يتزايد عددها بشكل مستمر. ففي ألمانيا يعيش أكثر من أربعة ملايين مسلم، وقد تتوجه أغلبيتهم إلى تلك المحلات لشراء الأطعمة الحلال لو توفرت فيها ".
وجبات إسلامية
سلسة مكدونالدز نفسها حاولت الاستفادة من هذه الفرصة للرفع من مستوى دخلها، غير أنها اضطرت الى دفع قرابة 500.000 يورو لمؤسسات إسلامية متعددة في الولايات المتحدة، بعد أن اتضح استخدام مواد لا تستوفي لشروط الحلال.
توصف المنتجات بأنها "حلال"، عندما ما توفرت فيها الشروط الإسلامية. وهذا يدعو إلى التساؤل عن كيفية تعامل المستهلك المسلم مع المنتجات الحلال وغيرها. فلا بد من قراءة قائمة المحتويات المطبوعة على المنتجات بخط صغير للتأكد من خلوه من محتويات محظورة شرعا. غير أن ذلك ليس كافياً دائماً. فأحياناً لا تتضمن القائمة كل المحتويات. فعلى سبيل المثال، تحتوي بعض عصائر الفاكهة المعكرة على جيلاتين مصدره من خلايا الخنزير.
إضافة إلى ذلك هناك شروط ترتبط بالنظافة والتصنيع. فلا بد من تنشيف اللحم من الدم، كما إنه من الضروري توفير بيئة مناسب للحيوانات في العلف والعناية الصحية. إضافة إلى توجيه الذبيحة نحو القبلة مع ذكر اسم الله عند ذبحها.
تردد الأسواق الألمانية
منذ فترة طويلة حصل عدد كبير من الشركات الكبيرة للمنتوجات الغذائية على شهادات تضمن أن مواد تلك الشركات تستوفي للشروط الإسلامية، مثل نستلة و زنتس و فيزنهوف و ميغل و هاريبو، حيث يصعب الفوز بثقة الزبائن المسلمين، دون شهادات تضمن خلو منتجاتهم من الكحوليات و لحم الخنزير. و رغم ذلك، فإن الكثير من الشركات الألمانية تتعامل بحذر مع المنتجات المختومة بكلمة " حلال". ويشير رئيس قسم التصديق على ميزة " الحلال" في مدينة بريمن إلى ذلك النقص ويقول:" هناك الكثير من المنتجات الحلال في المحلات الألمانية الكبيرة، لكنها لا تعمل على الترويج لها. خلافا لفرنسا والنرويج و هولندا، حيث تجد كلمة " حلال" مكتوبة بخط عريض في إحدى زوايا المحل، بهدف جلب انتباه المستهلك".
ويعزو يافوز أوزوغوز الناطق باسم المعهد الأوروبي لمنح ميزة الحلال أسباب تجنب المحلات الألمانية للترويج العلني لتلك المنتجات إلى تخوفها من ردود أفعال رافضة من طرف الزبائن غير المسلمين. يضاف إلى ذلك أن العديد من الألمان يرون في الذبح الحلال تعذيبا للحيوانات، رغم عدم القيام بتخديرها في المذابح الكبيرة.
تعدد مراكز منح ختم الحلال
تشكل كثرة المراكز المانحة لشهادة الحلال إشكالية كبيرة. فهناك في ألمانيا خمسة مراكز شكلت تجمعا واحدا دون الاتفاق على ختم واحد. وهو ما يدعو إلى ضرورة تدخل مؤسسة قوية لحماية المستهلك، كما يطالب توم بوشمان، خصوصا مع وجود مدارس فقهية وتوجهات إسلامية مختلفة في التعامل مع هذا الموضوع. ورغم وضوح التعاليم الإسلامية بهذا الشأن، هناك هامش لشروحات مختلفة. ويذكر المتحدث أن ماليزيا هي البلد الوحيد في العالم الذي تمكن من سن قانون واضح على مستوى الدولة بهذا الخصوص.
الأغذية الحلال في بداية انطلاقتها
يتفق يافوز أوزوغوز و توم بوشمان في الرأي على أن أسواق التجارة بالأكل الحلال ستنمو حتى في ألمانيا،حيث لن يقتصر الاستهلاك على المسلمين فقط. فجودة العناية بالحيوانات و قلة استخدام الأسمدة الاصطناعية ستثير اهتمام المسلمين غير الممارسين للإسلام. غير أن كل الخبراء يعتقدون أيضاً أن التطور سيكون بشكل أبطأ في ألمانيا مقارنة بغيرها من البلدان الأوروبية.