1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المجتمع الدولي يحث إيران وإسرائيل على تجنب التصعيد

١٥ أبريل ٢٠٢٤

بعد هجوم إيران الانتقامي غير المسبوق على إسرائيل، حث المجتمع الدولي طهران وتل أبيب على تجنب التصعيد فيما حضت إيران الغرب على أن يكون "ممتناً" لضبط النفس الإيراني تجاه إسرائيل، وتعهدت إسرائيل بمواصلة حربها في غزة.

https://p.dw.com/p/4emSx
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل إلى "المساهمة في خفض التصعيد" في الشرق الأوسط وقال: "يجب على إيران أن توقف العدوان".
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل إلى "المساهمة في خفض التصعيد" في الشرق الأوسط وقال: "يجب على إيران أن توقف العدوان".صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الإثنين (15 أبريل / نيسان 2024)إسرائيل إلى "المساهمة في خفض التصعيد" في الشرق الأوسط بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل في نهاية الأسبوع، ردا على قصف قنصليتها في دمشق هذا الشهر. وقال شولتس في تصريح صحفي خلال زيارة يقوم بها للصين إن "الطريقة التي تمكنت من خلالها إسرائيل -بالتعاون مع شركائها الدوليين-... من صد هذا الهجوم مثيرة للإعجاب فعلا"، معتبرا ذلك "نجاحا لا يجب التفريط به، ومن هنا فإن نصيحتنا (لها) هي المساهمة في خفض التصعيد".

وقال شولتس خلال اجتماع عبر الفيديو لقادة دول مجموعة السبع الأحد: "أستطيع أن أقول لكم إن تقييمنا للوضع متطابق تماما". وأضاف المستشار الذي بدأ الأحد زيارة للصين تستمر ثلاثة أيام "دعوتنا واضحة جداً: يجب على إيران أن توقف هذا العدوان".

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الاثنين إن على إسرائيل إعمال الدبلوماسية الآن للاحتفاظ "بالانتصار الدفاعي" الذي حققته خلال الهجوم الإيراني، كما ينبغي على جميع الأطراف العمل على منع تصاعد الصراع في المنطقة . وأضافت أنها تحدثت إلى نظيرها الإيراني أمس الأحد وحذرته بوضوح من المزيد من التصعيد. وعولت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على التزام إسرائيل بالقانون الدولي في أي رد محتمل.

وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الإثنين إسرائيل على تجنب المزيد من التصعيد في الصراع في الشرق الأوسط بعد هجوم إيران. وأطلقت إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل مساء السبت 13 أبريل/نيسان ردا على هجوم يشتبه بأنه إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل / نيسان 2024.

وقال ماكرون: "سنبذل كل ما بوسعنا لتجنب تفاقم الأمور والتصعيد"، وحث إسرائيل على العمل على عزل إيران بدلا من تصعيد الوضع. وأضاف ماكرون لتلفزيون بي.إف.إم وإذاعة آر.إم.سي في مقابلة "نشعر جميعا بالقلق إزاء احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط... الوضع غير مستقر للغاية اليوم".

وقالت روسيا يوم الإثنين إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد الهجوم الذي شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. ودعت روسيا جميع الدول في المنطقة إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المزيد من التصعيد لن يكون في مصلحة أي طرف، وإن موسكو تعتقد أن جميع الخلافات ينبغي حلها بالسبل الدبلوماسية.

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية يوم الإثنين أنها تتابع بقلق التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، داعية إلى وقف التصعيد والعودة إلى احترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. ودعت الوزارة مجدداً إلى "وقف التصعيد، والتهديد بشن الحرب والأعمال  العسكرية الانتقامية بأشكالها كافة ..."

من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون يوم الإثنين إسرائيل إلى "تجنب التصعيد" في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني، وحث بدلا من ذلك السلطات الإسرائيلية على التركيز على إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

إسرائيل تتعهد بمواصلة حربها في غزة  بعد الهجوم الإيراني

وتعهدت إسرائيل بمواصلة حربها في غزة بعد الهجوم الإيراني وأكدت أن الهجوم الإيراني الذي تعرضت له في نهاية الأسبوع وأثار مخاوف من تصعيد إقليمي، لن يصرف اهتمامها عن الحرب التي تخوضها في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري مساء الأحد "حتى أثناء تعرضنا لهجوم من إيران، لم نصرف ولو للحظة الانتباه عن مهمتنا الحاسمة في غزة ...".

وبينما تحاول الدول الوسيطة التوصل إلى هدنة في غزة، تتزايد المخاوف من مخطط إسرائيلي لشن عملية برية في رفح، المدينة الواقعة في جنوب القطاع والتي باتت الملاذ الأخير لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

طهران تحض الغرب على أن يكون "ممتناً" لضبط النفس الإيراني تجاه إسرائيل

وحضَّت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها يوم الإثنين الدول الغربية على أن تكون "ممتنة" لضبط النفس الذي أبدته تجاه إسرائيل، وذلك بعد إدانة الهجوم الذي شنته طهران بعد مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في قصف قنصليتها  بدمشق. وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي "على الدول الغربية أن تكون ممتنة لإيران على ضبط النفس (الذي أظهرته) خلال الأشهر الماضية" عوضا عن "كيل الاتهامات بحقها".

وأدان زعماء مجموعة السبع "بالإجماع" الأحد العملية العسكرية لإيران التي "تهدد، بأفعالها (...)  بتصعيد إقليمي وهذا الأمر ينبغي تجنبه".

 وقال كنعاني خلال مؤتمر صحفي إن على حلفاء إسرائيل "بما فيهم الولايات المتحدة، أن يثمنوا تصرفات إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين بدلا من الإدلاء بتصريحات ومواقف غير منطقية".

إسرائيل لم تكشف رسميا عن خطوتها المقبلة ردا على الهجوم الإيراني الانتقامي

ولم تكشف إسرائيل رسميا عن خطوتها المقبلة ردا على الهجوم الإيراني، الا أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية وأمنية محلية رفيعة، قولها إن الحكومة منقسمة بشأن ذلك.

وعلى رغم تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن دعم بلاده "الثابت" لإسرائيل والمساعدة التي قدمتها واشنطن لصد الهجوم، قال مسؤول أميركي كبير إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن واشنطن لن تقدم دعما عسكريا لأي رد على إيران. وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى" وحضّ على "أقصى درجات ضبط النفس". في المقابل قال مندوب طهران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني "فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين" من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية، مشيرا إلى أنه "في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام جمهورية إيران الإسلامية خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".

وعلى رغم تأكيد إيران أن ردها على قصف القنصلية انتهى قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري ليل الأحد إن إسرائيل "ما زالت في حالة تأهب قصوى وهي تقيِّم الوضع". وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين إعادة فتح المدارس في معظم أنحاء البلاد، بعدما أغلقت لأسباب أمنية السبت. كما استأنفت المطارات في إيران حركة الإقلاع والهبوط يوم الإثنين -وفق ما أفاد الإعلام الرسمي بعد تعليقها أو تأثرها جراء الهجوم ضد إسرائيل.

"إخطار إيراني قبل مهاجمة إسرائيل"؟

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يوم الإثنين إنه لم يجرِ ترتيب اتفاق مسبق مع أي دولة قبل الهجوم الإيراني للرد على إسرائيل. وكان مسؤولون أتراك وأردنيون وعراقيون أمس الأحد إن إيران قدمت إخطارا واسع النطاق قبل أيام من هجومها -في يوم السبت- بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، لكن مسؤولين أمريكيين نفوا الأمر وقالوا إن طهران لم تنذر واشنطن وإنها كانت تسعى إلى إحداث ضرر كبير.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس الأحد إن طهران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم. ورغم ذلك نفى مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تصريح أمير عبد اللهيان وقال إن واشنطن أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين لكنها لم تتلقَّ إخطارا قبل 72 ساعة.

وقال المسؤول الأمريكي إن طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون "شديد التدمير" وتكهن بأن إيران تقول إنها قدمت إخطارا من أجل التغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم. وقال مصدر إيراني مطلع إن طهران أبلغت الولايات المتحدة عبر قنوات دبلوماسية شملت قطر وتركيا وسويسرا باليوم المقرر لتنفيذ الهجوم وأكدت أنه سيتم بطريقة تؤدي إلى تجنب استدعاء الرد. وتبقى مسألة إلى أي مدى يمكن تجنب التصعيد موضع تساؤل.

ورغم أن مسؤولا أمريكيا قال إن بايدن أبلغ إسرائيل أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى أي عمل انتقامي إسرائيلي قال الوزير الإسرائيلي بيني غانتس أمس إن إسرائيل لا تزال تدرس ردها و"ستحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا".

ع.م/ ص.ش(أ ف ب ، رويترز، د ب أ)

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات