المالكي والصدر: حليفان لدودان
٨ نوفمبر ٢٠١٣مع بداية العام الهجري الجديد ومع بداية مسيرة أحزان عاشوراء، تجدد الخلاف الشيعي -الشيعي ليحتل مساحة هامة من المشهد السياسي المرتبك فقد اصدر مكتب السيد مقتدى الصدر يوم السبت 02.11.2013 بيانا انتقد فيه زيارة السيد نوري المالكي رئيس الحكومة إلى واشنطن معتبرا أنه "استغاث بأميركا التي أوصلت العراق إلى قعر الهاوية دون شركائه في العملية السياسية". وذهب البيان إلى أن المالكي "ذهب لاستجداء سلاح من أمريكا وان زيارته كلفت ملايين الدولارات وانه ذهب إلى واشنطن دون إذن من البرلمان".
من جانبه رد مكتب المالكي في بيانه واصفا البيان الذي أصدره مكتب الصدر حول زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة بأنه قد تضمن "إساءات متعمدة ومعلومات كاذبة حول تكاليف الزيارة".
"لماذا لا يقتدي زعماء الأحزاب الشيعية بتضحية الإمام الحسين في سبيل الإصلاح؟"
الخلافات بين الزعيمين الشيعيين ليست جديدة، لكنها تجددت بعد زيارة المالكي لواشنطن، ولا يسع مراقب المشهد العراقي إلا أن يتساءل: أين تعهد السيد مقتدى الصدر على نفسه باعتزال العمل السياسي؟ وهل يمكن القول إن هذا السجال هو جزء من المشهد السياسي قبل الانتخابات؟
الكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان عباس النوري تحدث إلى مايكروفون مجلة العراق اليوم من DW عربية ، مستشرفا ذكرى عاشوراء ومتسائلا" إذا كان الإمام الحسين ، قد ضحى بكل شيء لغرض الإصلاح، فما بال القادة الذين يتزعمون كتلا شيعية يتصارعون على الكراسي والمصالح والله اعلم؟". وذهب النوري إلى انه يفترض بالقادة السياسيين أن يصارحوا الشعب العرقي بخفايا الأمور بالقول" اعتقد أن هناك دوافع أخرى لتفجير الخلافات بالذات في هذه المناسبة، وهي دوافع غير تلك التي قرأناها في بيان مكتب السيد نوري المالكي الذي أثار انتقادات كثيرة".
"صراع كسر العظم...لتحريك الشارع الانتخابي"
من بغداد تحدث إلى مايكروفون مجلة العراق اليوم من DW عربية الصحفي باسم الشرع سكرتير تحرير وكالة أنباء "المدى برس" مشيرا إلى أن الخلاف بين الزعيمين يرقى إلى إحداث الزيارة الشعبانية في كربلاء عام 2008، ولكن ما حصل الآن يبدو كأنه تجديد للخلاف بقوة خصوصا أنّ هناك قطيعة بين الطرفين استمرت أكثر من عام.
ونبّه الشرع إلى أن الصدر طالما انتقد المالكي الذي سكت عنه مرارا، إلا أن صدور بيان مكتبه مع اقتراب موعد الانتخابات دفع بمكتب المالكي إلى الرد عليه مؤكدا أن" الأحزاب الشيعية في العراق ليست متفقة على نوع سلطة الحكم في العراق ، وقد تحالف الصدر مع تيارات شيعية أخرى منها المجلس لإسقاط المالكي، نحن وصلنا إلى صراع كسر العظم . وفسّر الشرع كل ذلك في إطار محاولات الزعيمين تحريك شارعهما الانتخابي".
ويقرأ البعض المشهد العراقي في ضوء التقارب الأمريكي الإيراني المزعوم الذي وقع بعد انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، ويرون أن هذا التقارب سيجبر القادة الشيعة في العراق على نسيان خلافاتهم والتوجه لحلها تحت المظلة الإيرانية، وإلى ذلك أشار الناشط عباس النوري، مبينا أنّ إيران وأمريكا ستجبر جميع الأطراف على تناسي خلافاتهم للوصول إلى حل توافقي كما حدث بعد انتخابات عام 2010. ولخّص الناشط السياسي النوري الحراك السياسي الحالي بالقول" هدف المالكي من كل ما يجري هو رئاسة ثالثة لمجلس الوزراء، ولا شيء غير ذلك".
"عصائب الحق في مواجهة جيش المهدي"
سكان بغداد والمدن الجنوبية وفي أكثر من مناسبة لاحظوا انتشارا واسعا لميلشيا "عصائب الحق"، ويتذكرون بوضوح اعتداءات عناصرها على المواطنين ومحلاتهم وأملاكهم قبل شهر رمضان حين أعلنت العصائب نفسها محاكم شرعية لتطبيق سياسة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وقد أيّد الصحفي باسم الشرع هذه المشاهدات مشيرا الى أن المالكي قد قوّى عصائب الحق ليضعها بمواجهة التيار الصدري ويزيحه عن المشهد، " وهذا يمكن ملاحظته في أنهم يستخدمون سيارات اجهزة الدولة حسب مصادرنا ، كما ان انتشار قوات العصائب يتم قريبا من نقاط التفتيش العسكرية والتابعة لوزارة الداخلية وهي لا تدخل قط في عمل هذه الميلشيا، وكما تتحدث تسريبات المصادر القريبة من السيد المالكي، فإن رئيس الوزراء راض بوجود قوة مهمة في الشارع العراقي تعمل خارج المظلة الرسمية". وأردف الشرع بالقول" هذه القوة يمكن اعتبارها بديلا عن التيار الصدري، كما أن علينا ألا ننسى أنها تخيف وتردع الطرف الآخر، ومنهم مسلحو القاعدة ومعتصمو الانبار".