المالكي: "صنعنا الأرضية المناسبة للمستثمر من الناحية الأمنية"
٢٢ يوليو ٢٠٠٨في خطوة لتوطيد العلاقات بين البلدين وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الثلاثاء(22 يوليو/تموز) في أول زيارة له إلى برلين. وقد استقبلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمراسم استقبال عسكرية في دار المستشارية ببرلين. وعقد المالكي جلسة مباحثات مع ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير، حيث تمحور الحديث حول فرص توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
لقاء ميركل-المالكي
وأعربت المستشارة الألمانية عن رغبتها في فتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع العراق، خاصة في ظل العلاقات الطيبة التي كانت سائدة بين البلدين. وفي السياق نفسه دعا المالكي الحكومة والاقتصاد الألمانيين لكي يلعبا دوراً أكثر فعالية، مبيناً أن الوضع الأمني حالياً في العراق بات يشجع على مجيء الشركات الألمانية إلى العراق، ميركل من ناحيتها اعتبرت أن الوضع الأمني "في طريقه إلى التحسن" لكنه لم يستتب في كل العراق بعد. غير أن ميركل لم تخفِ رغبتها في التعاون مع الحكومة العراقية في شتى المجالات.
الوضع الأمني في العراق في تحسن
وفي مقابلة له مع تلفزيون دويتشه فيله "DW-TV" وضح المالكي أن الوضع الأمني هو السبب الرئيس الذي كان يقف عائقاً في وجه قدوم الشركات الأجنبية والألمانية إلى العراق، إلا أن ثمة شركات عملاقة مثل سيمنس "دخلت الأراضي العراقية وبدأت تنافس في مختلف المجالات"، وأضاف المالكي: "أهم المجالات التي تعنينا هي مجالات توفير الطاقة الكهربائية والنفط لما يترتب عليه من تطوير للزراعة والصناعة ورفاهية المواطن". كما أشار المالكي إلى أن رأس المال يحتاج إلى توفير الحماية حتى يأتي إلى العراق، وحسب رأيه فإن الحكومة العراقية صنعت "الأرضية المناسبة من الناحية الأمنية"، بالإضافة إلى تشكيل هيئة الاستثمار التي تحمي رأس المال والشركات والمستثمر.
قنصلية ألمانية في كردستان
وعلى صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن وزارته تعتزم افتتاح قنصلية عامة لألمانيا في مدينة اربيل بإقليم كردستان شمال العراق في موعد أقصاه بداية العام القادم. وجاء إعلان شتاينماير خلال محادثة هاتفية مع نظيره العراقي هوشيار زيباري حسبما أفادت الخارجية الألمانية. وأضافت الخارجية الالمانية أن شتاينماير يعتزم تعيين دبلوماسي رفيع في منصب القنصل العام في عاصمة إقليم كردستان العراق.
جدير بالذكر أن العديد من الدول العربية تخشى إعادة افتتاح سفاراتها في العراق بسبب الوضع الأمني، وفي هذا السياق رفض المالكي في لقاءه مع تلفزيون دويتشه فيله DW-TV كل المبررات التي تسوغها بعض الدول العربية حول ترددها في فتح سفاراتها في العراق، مبيناً أن تلك الدول تذرعت بالأسباب الأمنية أو بتدخل دول أخرى في الشأن العراقي (في إشارة إلى إيران) أو برزوح العراق تحت نير الاحتلال الأمريكي؛ فمن وجهة نظر المالكي فإن من "يتحدث عن ضرورة العراق وعودته إلى محيطه العربي، ينبغي له أن يكون موجوداً ومالئاً للفراغ، لا أن يخلي الساحة للآخرين"، نافياً أن تكون الحكومة الحالية طائفية أو ضعيفة أو غير عادلة أو آيلة للسقوط.
ومن المنتظر أن يشارك المالكي غداً الأربعاء مع وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل غلوز في منتدى اقتصادي ألماني عراقي. وكان غلوز قد زار العراق قبل عشرة أيام كأول وزير ألماني يزور البلاد منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.