وزير الاقتصاد الألماني يزور بغداد ودعوة عراقية لمساهمة ألمانيا في إعمار العراق
١٢ يوليو ٢٠٠٨قام وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل غلوز اليوم السبت بزيارة قصيرة إلى العاصمة العراقية بغداد، أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين عراقيين. وبهذه الزيارة يعد غلوز أول مسؤول ألماني بارز يزور العراق منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003 وأطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين. ولكن زيارة الوزير الألماني هي أحدث مؤشر على أن كثيرا من العواصم الأجنبية على استعداد لتطوير علاقاتها مع العراق، الذي تراجع العنف فيه إلى أدنى مستوى له منذ أربعة أعوام. يُذكر أن ألمانيا كانت من بين الدول التي عارضت تلك الحرب.
وتسعى ألمانيا منذ فترة إلى تحسين علاقاتها الاقتصادية مع العراق، وفي إطار هذه المساعي فقد كثف غلوز في الفترة الأخيرة من لقاءاته بوزير الصناعة العراقي فوزي الحريري. وحسب صحيفة "بيلد" الألمانية التي كانت أول من كشف عن زيارة المسؤول الألماني التي أحيطت بسرية تامة، فإن غلوز التقى برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وصرح الوزير الألماني للصحيفة بالقول:"ليس هناك بلد آخر في منطقة الشرق الأوسط لديه مثل هذه الاحتياطيات النفطية". وتحدث الوزير الألماني عن النفط ومصالح الشركات الألمانية في العراق مع وزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الصناعة الحريري.
دعوة للمشاركة في إعادة إعمار العراق
وعلى هامش الزيارة دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشركات الألمانية للعمل والمشاركة في عملية البناء والإعمار في البلاد. وقال المالكي خلال استقباله الوزير الألماني والوفد المرافق له: "إن النجاحات الأمنية التي حققتها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية جعلتنا نتجه نحو البناء والإعمار، الأمر الذي شجع الشركات العالمية لطلب المساهمة في تنفيذ المشاريع الاقتصادية والعمرانية، وندعو الشركات الألمانية للعمل في العراق والمشاركة في هذه المشاريع". وأضاف المالكي بالقول: "نأمل في أن تكون زيارتنا المرتقبة إلى ألمانيا منطلقا لتوطيد العلاقات وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في جميع المجالات لاسيما المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وأن تنتهي الزيارة بتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تخدم العراق وألمانيا". ومن المنتظر أن يزور المالكي العاصمة الألمانية برلين في الثاني والعشرين من تموز/يوليو الجاري.
سرية تامة
وجاءت زيارة الوزير الألماني كما جرت العادة بالنسبة لزيارة كبار المسؤولين الأجانب إلى العراق في إطار من السرية التامة وذلك لأسباب أمنية. يُذكر أن الاهتمام الأوروبي بالعراق ولاسيما في مجال الطاقة الضخم قد تزايد في الآونة الأخيرة في ظل الارتفاع الحاد لأسعار الطاقة عالمياً. ويجري الاتحاد الأوروبي مفاوضات من أجل إبرام اتفاق خاص بالطاقة مع العراق في إطار سعي الاتحاد إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.