اللاجئون في ألمانيا ـ حياة تنقصها الآفاق
٢٢ يونيو ٢٠٠٩غسان فلسطيني من رفح، قاده هروبه إلى ألمانيا عبر مصر ولبنان وليبيا وفرنسا وإيطاليا، وهو الآن يقيم في ألمانيا بدون أوراق رسمية، متخفيا لدى بعض أصدقائه في مدينة هامبورغ. يقول غسان إنه هرب من بلاده لكثرة ما ينشب فيها من حروب وبسبب عدم توفر فرص العمل ونقص المواد الغذائية.
حياة مشوبة بالقلق
إن ما يمثل بريق الأمل الوحيد بالنسبة للاجئين في ألمانيا من أمثال غسان هو الاشتراك في دورة لتعلم اللغة الألمانية في إحدى منشآت مؤسسة دياكوني للمساعدات الاجتماعية. فهناك يتعلم الألمانية أيضاً الغاني أكوازي أزيامه، الذي يعيش في ألمانيا منذ عشرين عاماً وأمن إقامته خلالها بزواجه مرتين من سيدتين ألمانيتين. لكنه يعيش الآن منفصلاً عن زوجته بعد فشل تجربتي الزواج الفاشلة هذه. وباتت زوجته تملك حق رعاية أولاده منها. وبهذا لم يفقد أزيامه تصريح الإقامة فحسب، بل وأطفاله الذين يعيشون مع أمهم في مدينة أخرى. ولا يستطيع أزيامه زيارة أطفاله، إذ أن تصريح الإقامة المؤقت الحالي لا يجيز له العمل، ولا مغادرة مدينة هامبورغ.
وفر أزيامه من بلده غانا لشعوره بأنه مهدد بسبب أنه من أتباع العقيدة المورمونية. وعلى الرغم من أن هذا لم يكن سبباً كافياً لقبوله في ألمانيا كلاجئ سياسي، إلا أنه لم يتم ترحيله فوراً. وحصل على تصريح إقامة مؤقت، وعلى مكان في أحد المساكن المخصصة لإيواء طالبي اللجوء. عن تجربته يقول أزيامه: "إن السلطات ألقت القبض على أحد أصدقائه في هذا المسكن، ورحلته، ذلك يعني أن وضعه يمكن أن يتغير في أي لحظة".
الهجرة الدائرية حلاً
وعلى الرغم من أن هذا المصير الذي يعد من أبرز الأمثلة على أوضاع اللاجئين في أوروبا، إلا أنه لا يمنع أحداً من اللاجئين من الهروب من أوطانهم، فيومياً يهرب العديد من الناس من أوطانهم على الرغم من كل العوائق، كما تقول إليزابيث أجاي مديرة مركز "خدمة المهاجرين" في غانا. وتضيف أجاي أنه في الفترة الأخيرة أعيد إلى غانا ستة آلاف شخص كانوا قد توجهوا إلى ليبيا للهجرة منها إلى أوروبا.
وتناشد أجاي عقد اتفاقات بين أوروبا وأفريقيا، وتطبيق ما يسمى بالهجرة الدائرية، بحيث تسمح أوروبا للمهاجرين من إفريقيا بالإقامة في بلادها بشكل قانوني لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام، ثم يعود هؤلاء المهاجرون إلى بلادهم الأصلية. وتضيف أجاي بالقول إن هذا النظام يصب في مصلحة الجانبين، "وقد يكون أفضل من أن يتعرض المهاجرون للتشرد. إذ يعني أن هناك طريقا رسمية للذهاب إلى ألمانيا أو أسبانيا". وترى أجاي أن هذا الحل سيمكن المهاجرين من اكتساب قدرات قد تعود عليهم بالنفع عند عودتهم إلى أوطانهم.
لكن هذا الحل لا يرضي جميع اللاجئين، فأكوازي أزيامه لا يريد العودة إلى غانا بعد عشرين عاما من الإقامة في ألمانيا. ويقول بأن مغزى حياته يتمثل في أولاده، وحلمه أن يعيش معهم يوماً ما في ألمانيا.
الكاتب: أوته هيمبيلمان/ محمد الحشاش
تحرير: عماد م. غانم