الكحوليات والسمنة من الأسباب الرئيسية لتشحم الكبد
٢٣ نوفمبر ٢٠٠٩غالبا ما يفرط المرء خلال أيام فصل الشتاء البارد في الأكل، لاسيما أن الأجازات تعد وقتاً مناسباً جداً لتناول كمية لا بأس بها من المشروبات الكحولية. بيد أن الاستهلاك المنتظم لسعرات حرارية مفرطة ومواد أخرى أكثر ضررا قد تؤثر سلباً على الكبد الذي قد يتعرض إلى تشحم حينما يعجز عن تصريف هذه المواد. ويقول ريتشارد رايدخ من مستشفى سانت جوزيف في مدينة فيسبادن "إننا نعتقد هنا في ألمانيا أن واحداً من بين كل أربعة بالغين يتأثر بهذا الشكل من مرض الكبد".
ويحدث المرض عند ما تتراكم كميات كبيرة من الدهون في خلايا الكبد، والطريقة التي تخزن بها الدهون مختلفة. فإذا كان ثلث خلايا الكبد يخزن الدهون فمن ثم تكون هذه حالة بسيطة من الكبد المتشحم وبمجرد إصابة ثلثي الكبد فإنها تعتبر حالة متقدمة أما إذا كانت الإصابة في أكثر من ثلثي الخلايا فعندها يكون الحديث عن حالة حادة.
أعراض تشحم الكبد
ومن السهل تماما التغاضي عن علامات التحذير الأولية، ففي البداية يتضخم الكبد ولكنه يعمل بشكل طبيعي. ويقول كلاوس نيدراو، من المنظمة الألمانية لمساعدة مرضى الكبد، "إن الأعراض تكون غير محددة، إرهاق ونعاس أو ضغط طفيف أعلى الجانب الأيمن للمعدة وجميعها جزء من الأعراض". وفي نحو 10 في المائة من كافة الحالات فإن تشحم الكبد يتحول إلى التهاب الكبد التشحمي. ويحدث الالتهاب لأن خلايا الكبد تحاول التخلص من تراكم الشحوم" كما يفسر رايدخ.
ويمكن التعرف على الالتهاب عن طريق أعراض تشبه الأنفلونزا أو ألم تحت ضلوع الجانب الأيمن. وفي النهاية تماما كما في التهاب الكبد الفيروسي يعاني الناس من اصفرار لون الجلد وقرنية العين. كما أن المرض أيضا يقلل من إنتاج المرارة التي تؤدي إلى تغيير لون البراز. كما يتحول البول إلى لون أغمق. ويمكن أن يؤدي أي التهاب مزمن إلى خطر جسيم بأن خلية الكبد التي تموت سوف يحل محلها نسيج ضام.
أهمية الاكتشاف المبكر للمرض
ويحذر ماتياس بلاوث، كبير الأطباء في مستشفى ديساو لطب الباطنية والخبير في أمراض الكبد في الرابطة الألمانية لطب التغذية من أن "هذا الأثر عادة ما يظهر نفسه كتليف كبدي غير قابل للشفاء ويزيد من خطورة الإصابة بسرطان الكبد". ويمكن تجنب هذا التلف الكبدي الغير قابل للشفاء، إذا لوحظت التراكمات الشحمية مبكرا من خلال منع تراكم الدهون. إذ أن الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا المرض حسب نيدراو تعود إلى زيادة الوزن والإفراط في شرب الكحوليات التي عادة ما تحدث معا. بالإضافة إلى ذلك هناك أمراض معينة في عملية التمثيل الأيضي مثل السكري أو علاجات يمكن أن تؤدي بدورها إلى تكون الدهون.
علاوة على ذلك ينصح بلاوث بأنه ينبغي على المريض تغير أسلوب حياته وأن يمتنع عن شرب الكحوليات وتناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية وخاصة الطعام المشبع بالدهون بينما يزيد من السعرات الحرارية التي تحترق مع التمرين. وفي موقف مثالي فإن الخلية المتأثرة بسبب تشحم الكبد أو التهاب الكبد التشحمي يمكن أن يستعيد عافيته من تلقاء نفسه بهذه الإجراءات حسب الطبيب الألماني.
(ط.أ/ دب أ)
مراجعة: عبده المخلافي