جدل حول الملاكمة الجزائرية خليف.. فما موقف اللجنة الأولمبية؟
٢ أغسطس ٢٠٢٤في مباراتها الافتتاحية، تمكنت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف من جعل أنجيلا كاريني، منافستها الإيطالية تنسحب خوفا على سلامتها، فالضربات القوية التي تلقتها من إيمان على الرأس جعلتها توقف النزال خلال 46 ثانية فقط. وضمنت خليف بذلك تأهلها إلى ربع نهائي وزن أقل من 66 كجم ضمن فعاليات أولمبياد باريس 2024.
لم يكن الحدث هو السبب الأول لاندلاع حملة الإساءة المستمرة إلى حدود الساعة ضد إيمان البالغة من العمر 24 سنة، لكنه كان الزيت الذي انسكب على نار لم تخمد منذ بطولة العالم للملاكمة في مارس 2023 التي احتضنتها نيودلهي، إذ تم منعها من خوض المباراة النهائية لبطولة العالم بعد أن أظهرت اختبارات حسب الاتحاد الدولي للملاكمة حينها، أنها تتميز بخصائص تمنعها من المشاركة في مسابقات النساء.
ولم تكن إيمان الوحيدة التي تم استبعادها من المنافسات العام الماضي في نيودلهي، بل تعرضت التايوانية لين يو-تينغ أيضا للموقف نفسه عقب فوزها بالميدالية البرونزية للسبب ذاته. كلتا الملاكمتين حصلتا على الموافقة للمشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس لسنة 2024، وتخوض لين مباراتها الأولى في باريس اليوم الجمعة، 2 آب/أغسطس.
اللجنة الأولمبية والجزائريون يستنكرون الهجوم على إيمان!
إيمان التي تحاول تجاهل الحملة ضدها وتعبر عن تركيزها في تحقيق فوز تلو الآخر بعدما جعلت الذهب هدفها من المنافسة التي تخوضها في باريس، قالت في تصريح للتلفزيون الجزائري عقب المباراة "هذا النصر الأول، وأتمنى ضمان ميدالية أو الحصول على ميدالية ذهبية. أقول للشعب الجزائري إنني سأبذل كل ما في وسعي لإسعاده".
وكان أبرز رد فعل عما تتعرض له الملاكمة من هجوم، بيان أصدرته اللجنة الأولمبية الدولية التي حسمت في قضيتها مسبقا من خلال السماح لها بالمشاركة. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيانها حول موضوع الحملة ضد كل من إيمان و لين والقرار الصادر في حقهما مسبقا "هاتان الرياضيتان كانتا ضحيتين لقرار مفاجئ وتعسفي من جانب رابطة الملاكمة الدولية. خلال اقتراب بطولة العالم للملاكمة عام 2023 من نهايتها، تم استبعادهما فجأة دون أي إجراءات قانونية".
وأضافت اللجنة الأولمبية الدولية أن "الهجوم الحالي ضد هاتين الرياضيتين يستند بالكامل إلى هذا القرار التعسفي، الذي اتخذ دون أي إجراء سليم خاصة وأنهما كانتا تتنافسان عند لسنوات عديدة".
وتابعت "اللجنة الأولمبية الدولية تشعر بالحزن إزاء الإساءة التي تتعرض لها اللاعبتان حاليا. لكل شخص الحق في ممارسة الرياضة دون تمييز".من جهتها، استنكرت اللجنة الأولمبية الجزائرية الانتقادات الموجهة لخليف، وأعربت عن دعم الجزائريين لها، ووصفت المحاولات التشويهية بالظالمة وغير المنصفة.
ومن بين أهم من علق على الحملة التي استهدفت إيمان، وزير الشباب والرياضة الجزائري، عبد الرحمان حماد، الذي توجه لإيمان عبر تغريدة على موقع X قائلا " إيمان خليف ابنتا، أختنا وبطلتنا. إيمان خليف خط أحمر". وندد الوزير بالحملة التي تعرضت لها الملاكمة واصفا إياها بـ"غير الأخلاقية". وشجع الملاكمة قائلا "انطلقي يا إيمان فالجزائر حكومة وشعبا كلها خلفك".
تضامن إيطالي مهم مع الملاكمة كاريني!
لم يكن المعلقون المتابعون للمباراة من كلا الدولتين فقط من علقوا على النتيجة، خاصة بعد التصريحات التي أدلت بها الملاكمة الإيطالية عقب المباراة، فبعد اللكمات المباشرة على الرأس، التي جعلت كاريني البالغة من العمر 25 سنة تستشير مدربها، وتعبر له عن عدم رغبتها في مواصلة المباراة.
وقالت الملاكمة الإيطالية في التصريحات "صعدت إلى الحلبة للقتال ولم أستسلم، لكن اللكمة كانت مؤلمة للغاية وشعرت أن هذا يكفي. بدأ أنفي ينزف من الضربة الأولى".
عقب التصريحات التوضيحية من اللاعبة الإيطالية المنسحبة، نددت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، بالمباراة معتبرة إياها "غير عادلة"، ونشرت صورة لها على موقع X مع الملاكمة الإيطالية مرفقة إياها بتعليق قالت فيه "أعلم أنك لن تستسلمي يا أنجيلا، وأعلم أنك يومًا ما ستكسبين بالجهد والعرق ما تستحقينه. في منافسة عادلة حقا".
ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية خاطب الملاكمة قائلا "أحسنت أنجيلا، لقد قمت بعمل جيد!".
وأضاف المتحدث "اضطر لاعبتنا إلى الانسحاب أمام إيمان خليف.. إنه مشهد غير أولمبي.. عار على من سمح بإقامة مباراة غير متكافئة.. لقد لاحظ ذلك الجميع في إيطاليا وفي كل أنحاء العالم".
والآن تدخل رئيس الاتحاد الدولي عمر كريمليف في الخلاف و أعلن إنه سيمنح الإيطالية أنجيلا كاريني، الجائزة المالية التي كانت ستحصل عليها لو كانت توجت بأولمبياد باريس 2024. وكان الاتحاد الدولي للملاكمة قد أعلن أنه سيمنح أي ملاكم يتوج بميدالية ذهبية مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار.
وقال كريمليف في بيان :" لم أتمكن من النظر إلى دموعها". وأضاف :"أنا لست غير مبال بمثل هذه المواقف ويمكنني التأكيد بأننا سنحمي
أي ملاكم". وأردف :"لا يمكنني فهم لماذا يحاولون تدمير ملاكمة السيدات. يجب أن يتنافس فقط الرياضيون المؤهلون في الحلبة من أجل السلامة".
يذكر أن الجدل حول القوة البدنية للرياضيات يتكرر في مناسبات كثيرة، وفي مختلف أنواع الرياضات. ويصل الأمر إلى دعاوى قضائية تسعى من خلالها الرياضيات لوقف قرارات منعهن من ممارسة الرياضة بسبب تميزهن هرمونيا في غالب الأحيان.
وقد سبق أن رفعت العداءة الجنوب إفريقية كاستر سيمنيا، دعوى ضد الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد منعها من المشاركة في الأولمبياد في تخصص 5 آلاف متر، كما مُنعت من أي منافسة دولية في تخصصها 800 متر منذ 2019، بسبب مستوى هرمون الذكورةالمرتفع لديها.