الفن والثقافة يضفيان مزيداً من البريق على مونديال ألمانيا
١٥ يونيو ٢٠٠٦تسيطر كرة القدم بشكل عام على اهتمام أكثر الناس مما يعطيها أبعادا جديدة تتجاوز المجال الرياضي إلى مجالي الفن والثقافة وغيرها من المجالات. وطبيعي أن يظهر ذلك بشكل بارز في ألمانيا هذه الأيام كونها تستضيف مونديال 2006 إضافة إلى أنها من أكثر بلدان العالم اهتماما بهذين المجالين.
شهدت الحياة الثقافية في ألمانيا تغيرا ملحوظا وتأثرا بكأس العالم 2006. فقد فرض الكأس نفسه في المعارض والمسارح والمؤسسات الثقافية الأخرى في جميع أنحاء البلاد. إلا أن هذا التأثر لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج لجنة عمل مشتركة بين القسم الثقافي لاتحاد الكرة الألماني وبين اللجنة المنظمة لكاس العالم. وقد وضعت اللجنة خطة منظمة لعمل مجموعة من العروض المسرحية والأفلام والمعارض التي تتناول مختلف جوانب اللعبة بشكل جذاب وشيق. ولعل مشروع المعرض الذي نفذه أندريه هيللر تحت اسم "كرة القدم والكرة الأرضية" هو مثال واضح على ذلك. فقد تم من خلاله عمل كرة قدم ضخمة تمثل الكرة الأرضية. ومن خلال هذا المعرض المتنقل يتم تخصيص مادة لموضوع جديد بشكل يومي. وفي هذا الإطار يتم عرض اللحظات الطريفة التي عايشتها اللعبة عبر التاريخ. كما ينظم المعرض العديد من اللقاءات مع مشاهير كرة القدم الذين تتم استضافتهم لإجراء حوارات ومناقشات كروية تلقي الضوء على أداء الفرق المختلفة.
متاحف ومعارض تصويرية
أما المتحف التاريخي لمدينة لايبزج فقد أقام معرضا ثقافيا تحت عنوان "أحكام وضوابط التنظيم ". ومما يتناوله المعرض تطور دور حكم المباريات عبر تاريخ كرة القدم. كما يوضح المعرض التغييرات التي طرأت على لباسه والأدوات التي يستخدمها.
أما في مجال التصوير فهناك الكثير من المعارض التي تتناول كرة القدم. ففي معرض برلين للتصوير الفوتوغرافي تحت عنوان "هوس كرة القدم" تم عرض مجموعة من الصور التي التقطتها عدسات الكاميرات بين عامي 1900 حتى 1940 عن الأحداث المثيرة التي شهدتها الملاعب ومدى تفاعل اللاعبين والجماهير بها.
"كرة القدم لغة عالمية" هو اسم معرض آخر للتصوير الفوتوغرافي الذي يقوم بجولة حول العالم ويعرض لقطات لأكثر اللحظات تشويقا وإثارة في مختلف ملاعب العالم، ويتم عرض الصور بالتعاون مع معاهد غوتة للغة الألمانية الموجودة في 144 مدينة داخل 80 دولة في أنحاء العالم.
المسرح يتبنى الفكرة
المسرح الذي يطلق عليه قلعة الفنون وسيد الرمز في التعبير الثقافي تناول بدوره الموضوع الرياضي. "القلب ليس كرة قدم" هذا هو اسم المسرحية التي تقدمها مجموعة مسرح برلين التي يشارك فيها مجموعة من الممثلين والموسيقيين إضافة إلى نخبة من الشباب الواعد في هذا المجال. وتتبني المسرحية بشكل رمزي فكرة الربط بين الكرة وأهداف الحياة حيث يبحث الجميع عن الكرة المفقودة.
مثال آخر يعكس التقاء النسيج الكروي بالنسيج الثقافي المتجسد في المسرح الموسيقي "المسرح الرياضي لكاس العالم". يتنافس في هذا المسرح 16 من الفرق على أن يعلن عن الفريق الفائز بعد 10 أيام على بطولة كأس العالم.
وها هي لعبة كرة القدم في قمة توهجها ورونقها في ظل كاس العالم تعكس دورها في ربط الثقافة والفن بالرياضة وجعلها كيانا واحدة يشارك كل منها بفهم العنصر الآخر في إطار رياضي ثقافي.