الفن السوري المعاصر يحل ضيفا على برلين
١١ مايو ٢٠١٠من يتجول في أروقة معرض "إضاءة على المشهد الفني في سوريا" المقام حاليا في برلين يتنقل من الفرات إلى شاطئ المتوسط من خلال الأعمال النحتية والزيتية ولوحات الأكواريل، ويرى النخيل والزوارق، ويلمس حرارة الشمس وزرقة السماء الصيفية. جولة تتجاوز حدود الجغرافيا وتصل إلى مكنونات الإنسان وعلاقته بنفسه وبالآخرين، ويواكب المعروضات خط عربي، يعرض علاقة التراث بالحاضر من خلال حضوره كمادة فنية لأعمال فن معاصر.
الفن كوسيلة للتفاهم
بالتعاون مع شركة Syrian-arts&trade ودعم من جهات رسمية أخرى نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية هذا المعرض في محاولة لإطلاع المجتمع الألماني على التطور الاجتماعي والفني في سوريا. وكما يقول البروفسور ديترش فيلدونغ، نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية في حديث للدويتشه فيلله "يهدف المعرض أيضاً إلى تنشيط علاقات التبادل بين الفنانين وهواة جمع التحف الفنية في ألمانيا والعالم العربي."
وتجد ميساء سلامة فولف من شركة Syrian -arts&trade أن الأحكام المسبقة بين العرب والألمان تقف حائلا دون فهم كل طرف للآخر، لهذا فهي تسعى منذ منذ وقت طويل من أجل القضاء على هذه الأحكام، وهي تجد في المعرض خطوة في طريق التفاهم تتجاوز عقبة اللغة وتقول في حديث لدويتشه فيلله:"العمل الفني لا يحتاج إلى لغة، فكل إنسان يستطيع تلقي الفن بغض النظر عن لغته وأصله."
مشاركة متنوعة
أربعة من أعلام الفن المعاصر في سوريا هم ضيوف هذا المعرض. أصغرهم سناً هو النحات غزوان علاف، الذي حمّل أعماله حميمية العلاقة بين الرجل والمرأة، وجسًدها بأزواج من الوجوه والأجساد الخشبية والبرونزية توسطت القاعة الرئيسية للمعرض. وعلى الجدران المحيطة بالأعمال النحتية تقبع أعمال الفنان وليد آغا، الذي جعل من الخط العربي مادته الفنية، حيث وجد فيه الوسيلة الأفضل لنقل التراث، فأعطاه بذلك بعداًً آخر تجاوز اللغة التي لا يجيدها أغلب زوار المعرض.
وفي الرواق الرئيسي أعمال الفنانة عتاب حريب، ابنة المدينة السورية دير الزور. وتعكس هذه الفنانة في أعمالها ذاكرة بصرية مفعمة بمشاهد من بيئتها وتصبها في لوحات أكواريل، تجول بها القارات لتعًرف العالم على السماء الصافية وزرقة مياه الفرات وجمال النخيل من حوله. والى جوار أعمال حريب تطل على الزائر أعمال الفنان خليل عكاري . وتقدم لنا هذه الأعمال مقاربة بين عنصرين من عناصر البيئة السورية هما الإنسان والشجرة، كما تقول ميساء سلامة وتضيف:"فهو يعتبر الإنسان معطاءً كالشجرة ويقارب بين جذعها وجسده حيث يرى فيهما أصل هذين الكائنين."
حضور متنوع
وأما الحضور فلم يكن أقل تنوعاً من الأعمال الفنية. وقد ضم جمهوراً ألمانياً تواقاً الى التعرف على الشرق ، وأفراداً من الجالية العربية والمهاجرين ذوي الأصول العربية. ويشكل معرض"إضاءة على المشهد الفني في سوريا " حلقة من سلسلة من النشاطات الثقافية التي تنظمها الجمعيات المهتمة بالتبادل الثقافي بين أوروبا والعالم العربي، والتي يبدي فيها الزوار كل مرة اهتماماً متزايداً بالتعرف على هذا العالم الذي لا يزال بالنسبة الى الكثيرين محاطاً بشيء من الغموض والكثير من الأحكام المسبقة.
الكاتبة:ميسون ملحم
مراجعة: منى صالح