محبو الفن يجتمعون في معرض الفن العالمي المعاصر في برلين
٢٦ سبتمبر ٢٠٠٩تستقطب برلين هذه الأيام عدداً ضخماً من الفنانين من شتى أنحاء العالم بمناسبة افتتاح منتدى الفنون البرليني الذي يستمر إلى يوم غد الأحد (27 سبتمبر/ أيلول 2009). وخلال فترة المعرض، تحتضن صالات العرض الفنية الضخمة حوالي أربعين ألفاً من الفنانين ومدراء المتاحف وعشاق الفن ومحبي اقتناء الأعمال الفنية.
أشرف على تنظيم هذا الملتقى الفني العالمي في دورته الرابعة عشرة خبيرا الفن إيفا ماريا هويزر وبيتر فيتش، اللذان يعملان منذ عشر سنوات في مركز الفنون في مدينة بازل السويسرية. وسخر الخبيران كل ما لديهما من خبرات واتصالات عالمية من أجل اختيار أعمال فنية "تتمتع بمستوى جيد" كما تقول إيفا ماريا هويزر، التي لا تنفي خلال حديثها أهمية السعي لكسب أكبر عدد ممكن من المشاركين لكنها تضيف أن هذا الأمر لا يجب أن يأتي على حساب النوعية، وتوضح قائلة: " تم الاتفاق على منح الأهمية الأكبر لنوعية مراكز الأعمال الفنية، أي أننا فضلنا المراكز التي تتعامل بشكل مباشر مع الفنانين والتي تمثلهم وتدعمهم لإنتاج أعمالهم".
برنامج خاص لدعم المراكز الفنية والمتاحف
ومن أجل تحقيق هذا الهدف قامت لجنة دولية باصطفاء مائة وثلاثين مركزاً فنياً (جاليري) من مجموع ثلاثمائة مركز تقدم للمشاركة في هذا المعرض الضخم. وتلك المراكز التي وقع عليها الاختيار تمارس تجارة رصينة للفنون وتتمتع بسمعة جيدة في عالم الفن، ويأتي نصف تلك المراكز من خارج ألمانيا.
أما المعروضات الفنية المقدمة داخل الصالات الضخمة، فقد أظهرت تنوعاً منقطع النظير، وشملت العديد من الميادين بدءاً بالتصوير والرسم والنحت ووصولاً إلى التركيب وأفلام الفيديو. ورغم الأزمة المالية، يظهر جيرد هاري لوبكه، مدير أحد مراكز الفنون في برلين تفاؤله مؤكداً أن نجاح المعرض سينعكس من خلال حجم المبيعات التي تحققها المراكز الفنية المشاركة.
لذلك يدعم منظمو المعرض تلك المراكز ومدراء المتاحف من خلال برامج خاصة لزيارة أصحاب المجموعات الفنية الخاصة والورش الفنية وإتاحة الفرصة لهم للاتصال بالمسؤولين لدى المراكز الفنية المتخصصة في برلين.
الحداثة الفنية بعد الحرب أحد المحاور الهامة في المعرض
من ناحية أخرى، يشكل الاهتمام بالحداثة الفنية التي تلت الحرب أحد عناصر الجاذبية الجديدة لمحفل برلين الفني، وكما يقول الخبير الفني بيتر فيتش، وقع هذا الاختيار لإظهار الأصل الذي نبع منه الفن الذي نعرفه اليوم، مشدداً في الوقت نفسه أن الاهتمام بعرض فن السنوات الخمسين الماضية لا يعني " تقليل الاهتمام بالفن المعاصر"، فهذا الفن بالذات يحظى بأكبر قدر من الاهتمام من قبل مدينة الفن برلين على حد قوله.
وبالفعل أصبح الفن المعاصر منذ وقت طويل جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثيرين. وتلقي بعض المجموعات الفنية المشاركة في محفل برلين الفني الضوء على هذه الناحية بالذات، حيث عرضت منتجاتها داخل صالات على شكل غرف معيشة تضم أثاثاً فنياًُ حديثاً ومختلف التماثيل والقطع الفنية الأخرى.
الكاتبة سيلكة بارتليك / منى صالح
مراجعة: سمر كرم