الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة وشارون يرفض الهدنة
١٥ مارس ٢٠٠٥في بادرة هي الأولى من نوعها منذ أربعة أعوام قام الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بزيارة لإسرائيل والمناطق الفلسطينية، التقى خلالها كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي مؤتمر صحفي عقد عقب محادثاته مع عباس وصف أنان المحادثات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأنها كانت "مشجعة". ورافق زيارته احتجاجات مئات الفلسطينيين أمام مقر المقاطعة في رام الله. وقد طالب المتظاهرون الأمم المتحدة بالتدخل السريع لوقف بناء الجدار العازل وإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية. كما انتقد هؤلاء عدم إدراج زيارة مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين على برنامج الزيارة. ووفقا لمصادر الأمم المتحدة فإن زيارة أمينها العام لإسرائيل والمناطق الفلسطينية جاءت لإحياء "خارطة الطريق" التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.أما الجانب الفلسطيني فقد اعتبرها " هامة". وقال وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة في المؤتمر الصحفي ذاته إن الملف السياسي كان له الحظوة في المحادثات وإنها ركزت على القانون الدولي وضرورة احترامه كشرط للتوصل إلى حل نهائي للصراع في المنطقة. وتابع القدوة أن ملف الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة، وأربع مستوطنات شمال الضفة الغربية كان أحد الملفات التي أخذت حيزا كبيرا في محادثات أنان وعباس.
تسليم أريحا ورفض الهدنة
في حين اتفق الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني على نقل الصلاحيات الأمنية في مدينة أريحا إلى السلطة الفلسطينية، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قبل يوم واحد من عقد الفصائل الفلسطينية جولة حوار حاسمة وجديدة في القاهرة عن رفضه لاتفاق الهدنة. وعزا ذلك إلى أن الحوار لا يضع حدا للإرهاب. وقال في ختام المحادثات التي أجراها مع كوفي أنان إنه لن "يلتزم بخارطة الطريق" قبل بدء السلطة الفلسطينية بتفكيك ما أسماه " المنظمات الإرهابية". ووفقا لمصادر فلسطينية فإن لقاءاً شارك فيه كل من وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف ووزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز تمخض عن اتفاق المسؤولين على تسليم مدينة أريحا للفلسطينيين غدا الأربعاء ومدينة طولكرم السبت في خطوة تحضيرية لإخلاء مدينة قلقيلية لاحقا. في غضون ذلك كشف الرئيس الفلسطيني الذي يقوم بزيارة للسعودية عن أن السلطات الفلسطينية ستطلق سراح الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي مسؤول المشتريات في عهد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات المعتقلين في سجن أريحا تحت الرقابة الأمريكية والبريطانية. إلى ذلك بحث مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون مسألة معايير الإفراج عن أكثر من 400 سجين فلسطيني آخر. وكانت إسرائيل أفرجت مطلع فبراير / شباط الماضي عن 500 معتقل فلسطيني.
حوار القاهرة
وصلل ممثلو الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم مسؤولون في حركتي حماس والجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء إلى العاصمة المصرية للمشاركة في جولة حوار جديدة تستمر ثلاثة أيام وترمي إلى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ووقف نهائي أو تعليق العمليات العسكرية ضد إسرائيل. ويمثل حركة حماس أحد قادتها خالد مشعل، فيما يمثل حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح. ووفقا للمصادر المشرفة على المؤتمر فإن عدد الفصائل التي ستشارك فيه يبلغ 13 فصيلا. تجدر الإشارة إلى أن الحوار جاء بعد اجتماع كل من وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز من جهة والرئيس حسني مبارك ورئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان في منتجع شرم الشيخ من جهة أخرى. كما جاء عقب سلسلة من اللقاءات التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسابيع القليلة الماضية مع جميع قيادات الفصائل والتيارات الفلسطينية.
ناصر جبارة