الفساد الكروي ـ اليويفا ليست أكثر شفافية من الفيفا
١٨ نوفمبر ٢٠١٤لم تتوقف الضغوط الأوروبية على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أعقاب الانتقادات التي طالت التقرير المتعلق بادعاءات الفساد المحيطة بملف استضافة روسيا وقطر لمونديالي 2018 و2022. وكان آخر هذه الضغوط مطالبة الرئيس السابق للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم ديفيد برنستاين بمقاطعة النسختين المقبلتين لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وقال بيرنستاين في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "أعتقد أن إنكلترا، إلى جانب اليويفا، لديها بدون شك السلطة للتأثير على الفيفا، ولكن من أجل تحقيق ذلك عليهم التفكير في الانسحاب من كأس العالم، إلا في حال إجراء إصلاح مناسب يتضمن عدم ترشح سيب بلاتر لولاية خامسة لرئاسة الفيفا".
قبل تصريحات ديفيد بيرنستاين، كان نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد راوبال، قد طرح إمكانية انفصال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن الاتحاد الدولي (فيفا) إذا لم تحل ما أصبح يعرف بأزمة تقرير غارسيا "بشفافية ومصداقية".
وفي حال ما تواصل الضغط الأوروبي، ولمست فيفا أن الاتحادات الكروية الأوروبية جادة في تنفيذ تهديداتها بالانفصال، قد يدفع ذلك إلى القيام بإصلاحات قد يكون من ضمنها استبعاد رئيس فيفا المثير للجدل سيب بلاتر أو ثنيه عن الترشح لولاية خامسة على رأس أغنى منظمة رياضية في العالم.
يويفا ليست بعيدة عن الفوضى الحالية
بيد أن احتجاجات المسؤولين الأوروبيين، لا تعني بشكل من الأشكال توفرهم على بديل أفضل للفيفا، حسب يعتقد معظم المراقبين الرياضيين. فممثلو كرة القدم الأوروبية على الخصوص يتحملون مسؤولية كبيرة في الفوضى التي تشهدها الفيفا على خلفية مزاعم الفساد الخاصة بملف مونديال 2018 و2022. فقد سبق لميشيل بلاتيني أن اعترف بمنح صوته في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول لصالح قطر. شأنه في ذلك شأن مجموعة من المسؤولين الأوروبيين في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
في أعقاب عملية التصويت على منح استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022، ظهر بلاتيني وهو يتناول العشاء مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه بصحبة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، كما تم تعيين لوران ابن بلاتيني، في مؤسسة بوردا الرياضية المملوكة لقطر. وهو الأمر الذي أدى إلى تضرر مصداقية وسمعة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
وعلاوة على ذلك، يفسر العديد من المراقبين أن تردد الاتحاد الأوروبي في تحديد مرشح أوروبي قوي لمنافسة بلاتر على رئاسة فيفا في مايو/ أيار المقبل مؤشر على عدم جدية اليويفا في إحداث تغيير داخل الفيفا. وهو ما جعل الكثيرين من متتبعي الشأن الكروي في العالم يعتبرون احتجاجات المسؤولين الأوروبيين تدخل في إطار الشعبوية لا أكثر ولا أقل.