بلاتر، ولاية خامسة لرئاسة فيفا على خطى هافيلاج
٢٦ سبتمبر ٢٠١٤هو الرجل القوي الذي تخطب دول العالم وده كما وصفته تقارير صحفية، ورغم كل الانتقادات والاتهامات الموجهة له بالفساد والتلاعب المالي إلا أن السويسري جوزيف بلاتر يقف مجددا بكل ثقة ليعلن رسميا عزمه الترشح لولاية خامسة لرئاسة " فيفا".
رغم سمعة بلاتر التي تضررت كثيرا في السنوات الأخيرة، وكل الفضائح وملفات الفساد التي طاردته طيلة رئاسته للاتحاد، لم يكن قرار ترشحه مفاجئا، بل إن قرار فوزه بولاية خامسة لن يكون مفاجئا أيضا، فعلى ما يبدو مازال الرجل يتمتع بنفوذ قوي داخل وخارج فيفا. وفي حالة فوز بلاتر بهذه الولاية فسيكون بذلك صاحب أطول فترة رئاسة لفيفا إلى جانب البرازيلي جواو هافيلاج.
منافسة ضعيفة
ومن المقرر أن تقام انتخابات فيفا في التاسع والعشرين من أيار/مايو المقبل في زيوريخ السويسرية، وعلى عكس ما كان متوقعا أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني أنه لن يخوض انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي "فيفا" ضد بلاتر. وهو ما يعزز حظوظ الأخير حسب المراقبين، إذ كان ينظر لبلاتيني على أنه سيكون منافسا قويا لبلاتر في حال ترشحه.
وكان اللاعب الدولي الفرنسي السابق بلاتيني قد رفع مستوى التحدي مع بلاتر عندما أعلن أثناء مونديال البرازيل الأخير أنه لن يدعم بلاتر لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي. وقال حينها "أنا أوروبي وأؤيد موقف الاتحاد الأوروبي. لن أسانده في ترشيحه لولاية جديدة. لن أسانده أبدا. هو يعرف ذلك، لقد أبلغته بذلك. أعتقد أن فيفا بحاجة الى نفس جديد. ترشيحه لولاية جديدة ليس جيدا لكرة القدم، ولكنه شخص ينبغي احترامه، وأنا أكن له كل الاحترام".
ولم يعلن حتى الآن سوى الفرنسي جيروم شامباني الأمين العام السابق لفيفا عزمه خوض الانتخابات المقبلة ، لكنه لا يملك حظوظا كبيرة فهو غير معروف على الساحة الدولية، كما أنه كان أقر بأنه سيسحب ترشيحه في حال ترشح بلاتر. ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت لبلاتر وأعضاء فيفا ، وعلى رأسها تلك المتعلقة بملف قطر 2022 في الآونة الأخيرة، إلا أن بلاتر (78 عاما) كان يبدي في كل مناسبة نيته الترشح مرة أخرى معتبرا أن "مهمته لم تنته بعد".
من يدعم بلاتر؟
راتب جوزيف بلاتر غير معروف، لكن المعروف أنه رجل أعمال ذكي راكم ثروات طائلة ويعتبر العمل محور حياته اليومية، وبينما يعتقد متابعون أن شركات المعدات الرياضية العملاقة تقف وراء دعمه لكونه يخدم مصالحها، يرى آخرون أن أكثر ما ساعد بلاتر فيما وصل إليه هو ذكاؤه الخارق بالإضافة إلى أمواله، وهو ما أنقذه عدة مرات من أزمات كثيرة لعل أبرزها الضربة التي تلقاها من ميشيل زين رفينين السكرتير العام للفيفا وقتها إذ نشر تقريرا يضم 30 صفحة تنشر "مخالفات مالية كبيرة" ارتكبها بلاتر وينقل أن هذه المخالفات كلفت الاتحاد الدولي لكرة القدم حوالي مائة مليون دولار.
هذه الفضيحة التي قادت الشرطة السويسرية إلى فتح تحقيق في الموضوع كان يمكن أن يؤدي إلى اعتقال بلاتر، لكنها( الفضيحة) لم تحرك في الرجل القوي شيئا وخرج منها كالشعرة من العجينة. حتى فوز بلاتر بولايته الأولى كان مثيرا للجدل إذ أنّ حظوظه أمام منافسه آنذاك السويدي لينارت يوهانسن، كانت ضعيفة جدا لكنه حقق فوزا مفاجئا ووجهت له اتهامات وقتها بتوزيع رشاوى وشراء أصوات من إفريقيا والعالم العربي.
اليوم تقف كل الاتحادات الإقليمية لكرة القدم إلى جانب بلاتر باستثناء الاتحاد الأوروبي، وتبدو حظوظه قوية لتحقيق طموحه لولاية خامسة في رئاسة فيفا.