الغرب يصعد لهجته.. أي تجاوز روسي لحدود أوكرانيا يعتبر "غزوا"
٢٠ يناير ٢٠٢٢أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات في البيت الأبيض الخميس (20 أيار/ مايو 2022) أن أي دخول للقوات الروسية إلى أوكرانيا سيتم التعامل معه على أنه "غزو" لأراضي هذه الدولة.
وقال بايدن وكأنه يصحح تصريحا صدر عنه الأربعاء: "إذا تحرّكت أي مجموعة من الوحدات الروسية على الحدود الأوكرانية، فيُعدّ ذلك غزوا"، مضيفا أنه كان "واضحا تماما" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هذا الأمر.
وشدّد الرئيس الأمريكي الديموقراطي بالقول: "دون شكّ، إذا قام بوتين بهذا الخيار، ستدفع روسيا ثمنًا باهظًا". وأشار إلى أن "هذا السيناريو ليس الوحيد الذي يجب الاستعداد له. روسيا لديها خبرة طويلة في الإجراءات العدوانية التي ليست عملية عسكرية مفتوحة".
ولفت إلى "أعمال محتملة قد ينفّذها جنود روس لا يرتدون الزي العسكري الروسي" وإلى "هجمات معلوماتية" محتملة. وتابع "يجب أن نكون مستعدّين للردّ على ذلك أيضًا بطريقة موحّدة وحازمة". وكان بايدن قد أثار جدلًا الأربعاء حين تحدّث عن احتمال توغّل "محدود" لروسيا في أوكرانيا.
وجاء رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على بايدن واضحا في تغريدة كتب فيها: "نريد بأن نذكّر القوى العظمى بأن لا وجود لتوغلات محدودة ودول صغيرة، تماما كما لا وجود لضحايا محدودين وحزن قليل جرّاء خسارة أحباء".
مسؤولون غربيون يدرسون الرد في برلين
والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في برلين نظراءه من ألمانيا وفرنسا وكذلك وزير الدولة البريطاني جيمس كليفر، وتوعد بعد ذلك بالرد على "أي" تجاوز للقوات الروسية للحدود الأوكرانية، مكررا مضمون تصريحات رئيسه.
وقال بلينكن "كنا واضحين جدا طوال الوقت، إذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية وارتكبت أعمالا عدوانية جديدة ضد أوكرانيا، فستُقابل برد سريع وشديد من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا".
وأضاف أن الغربيين "يعملون معا وبصوت واحد عندما يتعلق الأمر بروسيا. هذه الوحدة تعطي قوة، قوة (...) لا تملكها روسيا ولا يمكنها بلوغها". وقال بلينكن أيضا إن روسيا قد تعيد إحياء مخاطر الحرب الباردة في أوروبا.
وبدورها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بدورها أن أي عمل عدائي روسي جديد ستكون له "عواقب وخيمة".
وفي لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون "كارثة على العالم".
ونشرت روسيا آلاف الجنود عند الحدود مع أوكرانيا، ما أثار مخاوف من احتمال غزوها لجارتها. وينفي الكرملين أن تكون لديه نية بالهجوم على أوكرانيا، لكنه يعتبر أن خفض حدة التوتر تمر عبر حصوله على ضمانات خطية حول أمن روسيا، ومنها أن حلف شمال الأطلسي لن يضم أوكرانيا اليه.
ومن المقرّر أن يلتقي بلينكن في جنيف الجمعة نظيره الروسي سيرغي لافروف، مشددا على أنه لن يعرض "أي وثيقة" خلال لقاء الجمعة مع نظيره الروسي.
وفي ظل هذه الأجواء، أعلنت واشنطن الأربعاء "تخصيص 200 مليون دولار من المساعدات الأمنية الدفاعية الإضافية" لأوكرانيا تستكمل بها مساعدات سابقة قدرها 450 مليونا.
وتضاف هذه المساعدات العسكرية إلى تلك التي أعلنتها لندن في وقت سابق خلال الأسبوع الحالي. وأكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بريطانيا سترسل أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا ضمن برنامج يهدف إلى مساعدتها على ضمان أمن حدودها.
شولتس يبدد أي غموض حول نورد ستريم 2
ورفضت ألمانيا من جهتها فكرة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، معتبرة أن ذلك سيؤجج التوتر. لكن وزيرة الخارجية الألمانية أبدت موقفا صارما جدا خلال زيارتها لكييف مطلع الأسبوع الحالي، مؤكدة أن بلادها "ستبذل كل ما يلزم لضمان أمن أوكرانيا".
وبدّد المستشار الألماني أولاف شولتس أي غموض حول مستقبل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2. وأكد أن بلاده الداعم الرئيسي للمشروع، تعهدت لدى الأمريكيين بالحؤول دون وضعه في الخدمة في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.
ونورد ستريم-2 مشروع لنقل الغاز مباشرة من روسيا الى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وضمّت روسيا، ردا على ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا في 2014، شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وينظر إليها بشكل واسع على أنها تدعم عسكريا الانفصاليين المؤيدين للروس في شرق أوكرانيا الذي يشهد حربا منذ ثماني سنوات تقريبا.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)