العنف يتواصل في سوريا رغم المهلة العربية والإخوان يرحبون بالتدخل التركي
١٧ نوفمبر ٢٠١١أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين بينهم طفلة قتلوا الخميس (17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011) برصاص الأمن في مدن سورية عدة، كما تم استهداف مقر اجتماع لعناصر أمنية شمال غرب البلاد. وقال المرصد في بيان إن مواطناً قتل إثر إطلاق رصاص على سيارته من أحد الحواجز الأمنية في بلدة تلمنس شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب.
وفي المنطقة نفسها قال المرصد إن "مجموعة من المنشقين هاجمت بقذائف ار بي جي مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري في معرة النعمان". وأضاف أن المنشقين "اشتبكوا مع عناصر الأمن المتمركزين حول المقر"، دون أن يذكر تفاصيل حول الآثار التي نجمت عن هذا الاشتباك. وتابع المرصد أن مواطنين قتلا إثر إطلاق رصاص من حاجز أمني في حي كرم الزيتون" في حمص (وسط).
وقال المرصد إن تعزيزات عسكرية وأمنية تضم أكثر من مائتي عنصر وسيارات رباعية الدفع وصلت صباح الخميس إلى مدينة الحولة (ريف حمص) وتمركزت إلى جانب مقر جهاز أمني، حسب المرصد.
20 بين قتيل وجريح
ويأتي ذلك فيما قال مقيمون في سوريا ومصادر بالمعارضة، حسب ما نقلته وكالة رويترز اليوم الخميس، إن هجوماً شنه منشقون عن الجيش على مجمع كبير للمخابرات في ضاحية بدمشق أسفر عن سقوط 20 شخصاً بين قتيل وجريح من الشرطة، مما أثار ردود فعل انتقامية من قوات الأمن بالمنطقة.
وكان الهجوم الذي وقع أمس على قاعدة لمخابرات القوات الجوية في حرستا أول هجوم على هدف أمني كبير خلال الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ ثمانية أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد، مما يشير إلى أن القتال قد يمتد إلى مراكز النفوذ بسوريا.
وقال أحد الذين يزودون المنشقين باحتياجاتهم "استخدم المنشقون قذائف صاروخية وبنادق آلية وتمكنوا من إحداث خسائر بشرية في صفوف من كانوا موجودين ... داخل السور الخارجي".
ولم تؤكد السلطات الهجوم. وطردت سوريا معظم وسائل الإعلام الأجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير عن الأحداث سواء من النشطاء أو المسؤولين.
وفي تعليقه له، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس إن الهجوم الذي شنه منشقون من الجيش السوري على مجمع للمخابرات هو بمثابة حرب أهلية، ودعا مجدداً إلى إجراء محادثات بين حكومة دمشق والمعارضة.
الإخوان يقبلون التدخل التركي
وفي تطور آخر أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة الخميس في اسطنبول إن السوريين مستعدون لقبول تدخل تركي في سوريا لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق. وقال الشقفة في مؤتمر صحافي إن "الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سوريا) من تركيا أكثر من الغرب، إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين".
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن بلاده تشجع جماعات المعارضة السورية على تنظيم صفوفها لكنها لا تزال تعارض التدخل العسكري الخارجي لوقف العنف ضد المدنيين. وأسفرت حملة القمع التي تشنها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد عن مقتل 3500 مدنياً على مدى الشهور الثمانية الماضية بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويواجه المعارضون لحكومة الأسد في الخارج صعوبات حتى الآن في تشكيل جبهة موحدة بسبب الخلافات الداخلية على أسس عرقية أو طائفية أو دينية. والمجلس الوطني السوري الذي تشكل الشهر الماضي ومقره باريس هو التكتل الرئيسي للمعارضة. إذ يضم في صفوفه مجموعات متباينة بدءا من المعارضين المنفيين ومروراً بالنشطاء وحتى الإخوان المسلمين.
(ي ب/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: عماد غانم