العربي يدعو لإعادة النظر في المبادرة العربية للسلام وميركل اتصلت بنتانياهو ومرسي
١٧ نوفمبر ٢٠١٢أعلنت الجامعة العربية في بيان اثر اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب السبت (17 تشرين ثان/ نوفمبر 2012) في القاهرة أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيترأس وفدا وزاريا إلى غزة تضامنا مع القطاع. وأوضح العربي للصحافيين أن الوفد سيتوجه الأحد أو الاثنين إلى قطاع غزة الذي لا يزال يتعرض منذ الأربعاء لهجوم عسكري إسرائيلي أسفر حتى الآن عن مقتل 45 فلسطينيا.
وقال البيان إن الدول العربية تؤيد مساعي مصر لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأضاف أن الوزراء عبروا عن "تأييد ودعم الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية بالتنسيق مع دولة فلسطين لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة... والتوصل إلى تهدئة".
وقال وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إنه سيكون ضمن وزراء الخارجية الزائرين، فيما سيكون أول اتصال من نوعه بين حكومة السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي تسيطر على القطاع.
وكان نبيل العربي قد دعا الدول العربية إلى إعادة النظر في موقفها من عملية السلام مع إسرائيل. وقال العربي إن على العرب "إعادة النظر في جميع المبادرات العربية السابقة الخاصة بعملية السلام ومراجعة الموقف من العملية برمتها"، داعيا إلى تشكيل لجنة وزارية تبحث هذا الموضوع.
وأضاف العربي "اطرح تشكيل لجنة وزارية عربية تتولى إعداد توصيات محددة بشأن مراجعة الموقف العربي من مجريات الصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك استمرار الالتزام العربي بمبادرة السلام العربية. وتنسيق التحرك العربي الفوري من اجل ردع هذا العدوان الإسرائيلي ووقفه فورا".
"تجنب اهراق الدماء مجددا"
دبلوماسيا أعلن مساعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توافقا السبت خلال محادثة هاتفية على وجوب التوصل "إلى وقف كامل لإطلاق النار في أسرع وقت" بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال يورغ سترايتر في بيان إن ميركل "متوافقة مع رئيس الوزراء على وجوب التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في أسرع وقت بهدف تجنب اهراق الدماء مجددا".
وتشاورت ميركل هاتفيا أيضا مع الرئيس المصري محمد مرسي، وأكدت لنتانياهو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وواجبها في حماية السكان الإسرائيليين. وشجعت مرسي على مواصلة "دوره المهم في الوساطة" التي يتولاها مع الفصائل الفلسطينية لتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. كذلك، قدمت ميركل تعازيها إلى مرسي بعد مصرع نحو خمسين طفلا مصريا في اصطدام بين حافلة كانت تقلهم وقطار.
"لا مبرر على الإطلاق للعنف"
من جهته أعلن البيت الأبيض أن إطلاق الفلسطينيين للصواريخ من غزة على إسرائيل شكل "عاملا مفجرا" للمواجهات بين إسرائيل وقطاع غزة، والتي أسفرت عن 43 قتيلا في الجانبين منذ الأربعاء. وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان "نعتقد أن إطلاق الصواريخ من غزة كان عاملا مفجرا للنزاع". وأضاف "نعتبر أن من حق الإسرائيليين أن يدافعوا عن أنفسهم وان يتخذوا قراراتهم حول التكتيك الذي سيلجئون إليه".
وأوضح رودس أن الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كانا يؤيدان عدم التصعيد شرط أن توقف حماس إطلاق الصواريخ. وكان البيت الأبيض اعتبر الخميس أن "لا مبرر على الإطلاق للعنف" الذي تمارسه حماس.
أردوغان يتحدث عن "تحالف مصري تركي"
وفي القاهرة أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالرئيس المصري محمد مرسي لقراره سحب السفير المصري من تل أبيب ردا على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكانت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 قد استدعت سفيرها في إسرائيل يوم الأربعاء بعد ساعات من بدء إسرائيل غاراتها الجوية على غزة. وكانت أنقرة قد سحبت سفيرها في إسرائيل أيضا بسبب حادث منفصل عام 2010، إثر حرب غزة.
وقال اردوغان في خطاب استمع إليه جمهور متحمس في جامعة القاهرة "إسرائيل تستخدم القوة غير المتناسبة. (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يواصل هذا النوع من التصرفات والفضل يعود للتجاهل الدولي". وقال اردوغان "أهنئ أخي مرسي الذي سحب السفير المصري في إسرائيل بعد الأحداث الأخيرة".
وأكد أردوغان أن تحالف مصر وتركيا سيؤدي إلى إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، معربا عن سعادة بلاده بما تبديه حكومة مصر من اهتمام للتعاون مع تركيا. وقال اردوغان إن "تركيا ومصر إذا اتحدتا لن يتغنى أي أحد إلا بالسلام في المنطقة، وإذا تماسكنا مع بعضنا البعض، فتأكدوا أن البكاء والنياح لن يطغى على المنطقة". وأضاف أن أنقرة سوف تستمر في تقديم الدعم للقاهرة في مراحل التحول الديمقراطي الاقتصادي، مشددا على أن الهدف هو الوصول إلى وحدة تكامل بين الدولتين وأن تركيا على استعداد للتعاون مع مصر في كافة المجالات.
ع.خ/ م.س (د.ب.ا،ا.ف.ب، رويترز)