العراق- فشل تسمية رئيس للوزراء واستمرار المظاهرات
٢٤ ديسمبر ٢٠١٩أقدم المتظاهرون في العراق مجدداً اليوم الثلاثاء (24 ديسمبر/ كانون الأول) على قطع طرقات ومواصلة إغلاق غالبية الدوائر الرسمية في جنوب العراق، احتجاجاً على ترشيح رئيس وزراء سبق أن كان جزءاً من السلطة.
وشهدت الميادين والساحات في عدة مدن عراقية الليلة الماضية اضطرابات أمنية بعد أن أخفق البرلمان العراقي في عقد جلسة ليلية لاستكمال التصويت على بنود قانون الانتخابات على خلفية غياب غالبية أعضاء البرلمان.
ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة لمواصلة التصويت على بنود قانون الانتخابات حيث تم خلال الأسبوع الماضي التصويت على 14بندا من أصل 50 بنداً قانونياً، فيما ستعقد الحكومة العراقية المستقيلة اجتماعها الأسبوعي لمناقشة جدول أعماله .
مظاهرات في عدة محافظات
واحتشد متظاهرون في الميادين والساحات في بغداد والبصرة والناصرية وواسط وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وبابل وميسان، شهدت الليلة الماضية تجمعات جماهيرية متفرقة ومسيرات طافت الشوارع احتجاجا على إخفاق البرلمان في عقد جلسة لاستكمال التصويت على بنود قانون الانتخابات.
ويستأنف الحراك السياسي المصاب بالشلل منذ أيام عدة بسبب تمسك الحلف الموالي لإيران بمرشحه، مفاوضاته الثلاثاء. وتخلى المحور السني الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي عن ترشيح وزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيل، داعياً حلفاءه المقربين من طهران إلى ترشيح شخصية جديدة.
وبمجرد أن تم تداول اسم محافظ البصرة أسعد العيداني، انتفض المحتجون في المحافظة النفطية الجنوبية.
وأفاد مراسل فرانس برس في المحافظة بأن المتظاهرين أغلقوا الطرقات الرئيسية المؤدية إلى ميناء أم قصر وأيضا ميناء خور الزبير لساعات عدة، لكن ذلك لم يؤثر على سير العمل فيهما، كما قطعت الطرقات في الناصرية والديوانية والحلة والكوت والنجف جنوباً، فيما أدت الإضرابات إلى منع الموظفين من الوصول إلى أعمالهم، وإغلاق أبواب المدارس.
ضغوط شعبية مستمرة
ويطالب العراقيون المحتجون منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر بتغيير النظام السياسي الذي أرساه الأمريكيون عقب إطاحة صدام حسين في العام 2003، وتسيطر طهران على مفاصله اليوم.
ويندد هؤلاء بتردي الاوضاع الإقتصادية، ويواصل المتظاهرون تحركاتهم رغم عمليات الخطف والاغتيال، فيما تبدو السلطة السياسية مشلولة وسط تخوف من عودة العنف إلى الشارع الذي أسفر عن مقتل نحو 460 شخصاً وإصابة 25 ألفاً آخرين بجراح.
أزمة دستورية
ويسعى الرئيس العراقي برهم صالح لأنهاء أزمة تسمية مرشح للحكومة الجديد بعد يومين من انتهاء المهلة الدستورية دون التوصل إلى مرشح ينسجم ورغبات المتظاهرين.
وقال النائب أسعد المرشدي عضو تيار الحكمة الوطني في البرلمان العراقي لصحيفة "الصباح" العراقية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إن "عــدم تسمية رئيس للوزراء خلال المهلة الدستورية يعد خرقاً لـلـدسـتـور، وهــنــاك حــراك سـيـاسـي مــن الـكـتـل السياسية لحسم الموقف وتسمية رئيس للوزراء مع رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين".
وأضـــاف أن "جـمـيـع الـحـكـومـات الـتـي تسلمت السلطة في العراق خرقت الدستور فأصبح عرفاً سياسياً أن تخرق الفترات الدستورية، لذلك نأمل من رئيس الجمهورية أن يسمي شخصية لمنصب رئيس الوزراء".
ع.ح./ع.أج. (د ب ا، ا ف ب)