تجدد المواجهات في بغداد ومناشدات دولية للتهدئة
٣٠ أغسطس ٢٠٢٢بعد ليلة هادئة نسبيّاً،تجددت المواجهات اليوم الثلاثاء (30 أغسطس/ آب 2022)، في بغداد فيما ارتفعت حصيلة القتلى من أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى 23 قتيلاً منذ الاثنين وفقاً لمصادر طبية. كما أصيب ما لا يقل عن 380 شخصا في المواجهات العنيفة في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية على ما أوضح المصدر نفسه.
ويسمع إطلاق نار من أسلحة آلية وقاذفات صاروخية في أرجاء العاصمة مصدرها المنطقة الخضراء على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
بينما أكدت خلية الإعلام الأمني التابعة للجيش العراقي صباح اليوم تعرض المنطقة الخضراء في بغداد لقصف بأربعة صواريخ من قبل مسلحين، سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار.
وخلت الشوارع إلى حد كبير من المارة بينما جاب الشوارع مسلحونعلى متن شاحنات وهم يحملون أسلحة آلية ويلوحون بقاذفات قنابل. ونتيجة لتردّي الأوضاع الأمنية أعلنت شركة طيران الإمارات مساء أمس الاثنين تعليق رحلاتها إلى بغداد والبصرة حتى إشعار آخر. وتسيّر طيران الإمارات، التي تتخذ من مطار دبي الدولي مقراً لها، أربع رحلات أسبوعية بين دبي وبغداد، بالإضافة إلى خمس رحلات أسبوعية بين دبي والبصرة.
تصعيد غير مسبوق
واندلعت اشتباكات ضارية أمس الاثنين في موجة جديدة من العنف بعد مواجهة بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي أعلن الانسحاب من الحياة السياسية، وفصائل شيعية مسلحة معظمها يدين بالولاء لإيران.
ويأتي ذلك في تطور غير مسبوق لأزمة سياسية مطوّلة أعقبت انتخابات أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول، تنافس خلالها الجانبان على السلطة، في بقاء البلاد بدون حكومة لأطول فترة متصلة على الإطلاق بينما تكافح البلاد للتعافي من عقود من الصراع.
ويعارض الصدر كافة أشكال التدخل الأجنبي في بلاده سواء من الولايات المتحدة والغرب أو من إيران. وهو يقود فصيلاً مسلحاً قوامه الآلاف،
فضلا عن ملايين الأنصار. في المقابل، يسيطر منافسوه، وهم متحالفون مع إيران، على عشرات من الفصائل شديدة التسليح دربتها القوات الإيرانية.
دعوات للتهدئة
من جهتها انضمت فرنسا إلى صفوف القوى الدولية التي دعت إلى التهدئة، وقالت وزارة خارجيتها في بيان إنّها "تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الجارية في بغداد وفي العديد من المحافظات، والتي أوقعت العديد من الضحايا". وأضافت أنّها "تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمّل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور". كما دعت "جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسّكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل دون عوائق".
وشدّد البيان الفرنسي على "ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبنّاء ويخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلّعاته إلى السلام والاستقرار والأمن".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)