الطلبة العرب في ألمانيا - طموحات تواجهها تحديات كبيرة
٣٠ مارس ٢٠١٢تتمتع الجامعات الألمانية بسمعة جيدة على الصعيد الأوروبي، ما يجعلها قبلة لكثير من الطلاب العرب، الذين يقبل معظمهم على تخصصات علمية كالعلوم الهندسية والعلوم الطبيعة. لكن حلم الطلبة العرب بالالتحاق بإحدى الجامعات الألمانية العريقة، سرعان ما يصطدم بصعوبات تدفع بعضهم في بعض الأحيان إلى حد الانقطاع عن الدراسة.
اختلاف أسلوب التدريس
ويعد اختلاف النظام التعليم الجامعي الألماني عن نظيره في البلدان العربية من بين المشاكل التي يواجهها العديد من الطلاب العرب. وعلى سبيل المثال يتوجب على الطلبة في الجامعات الألمانية التعامل مع البرنامج الدراسي بأسلوب مرن منذ بداية الفصل الجامعي. وفي حوار مع موقع DWعربية يشرح الدكتور اولريش هويبلاين من معهد البحوث الجامعية HSI "بأن الطالب في ألمانيا مطالب بالتجاوب مع المقرر الدراسي بطريقة نقدية منذ الفصل الدراسي الأول وكذا تكوين رأيه الشخصي حوله". ويضيف بالقول "في حين أن هذا يحدث في مرحلة متأخرة من الدراسة في البلدان الأخرى، ومنها أيضا العربية". وفي نفس السياق يؤكد هوبلاين بأن عددا كبيرا من الطلاب الأجانب غير معتادين على هذا الأسلوب الدراسي في بلدانهم، الأمر الذي قد يؤثر في بعض الأحيان على قدرة بعضهم على مواصلة مشوارهم الدراسي.
تواصل غير كاف مع الطلبة الألمان
من جانب آخر تزيد صعوبة تواصل الطلبة العرب مع زملائهم الألمان من صعوبة استيعابهم لأسلوب التدريس في الجامعات الألمانية، كما يحول دون تطوير مهاراتهم في اللغة الألمانية. وفي هذا السياق يؤكد هويبلاين، نائب رئيس قسم البحوث الطلابية، في معهد البحوث الجامعية بأن "اندماج الطالب الأجنبي في المحيط الجامعي، بالإضافة إلى خلق وتطوير علاقاته مع زملائه الألمان يسهل من استيعابه للنظام الدراسي الألماني وكذا تحسين مستواه في اللغة الألمانية"، مشيرا إلى دور إتقان اللغة الألمانية في تطوير المستوى الدراسي للطلبة الأجانب. ويرى هوبلاين أن هذا المشكل متواجد كذلك عند الكثير من الطلبة العرب ويقول "معظمهم يلتحق بتخصصات العلوم الهندسية والعلوم الطبيعية، نظرا لتفوقهم في مادتي الرياضيات والفيزياء، لكن ضعف اللغة يشكل عائقا أمام بلورة معارفهم في هذه المجالات".
تمويل تكاليف الدراسة
ويشير الباحث هويبلاين إلى أن نصف الطلبة العرب في ألمانيا يضطر للعمل خلال فترة الدراسة من أجل تغطية تكاليف الدراسةوالمعيشة. لكن قانون الشغل الألماني يسمح للطلبة الأجانب بالعمل فقط لمدة لا تتعدى 90 يوما خلال السنة الواحدة، وهو ما يزيد في نظره من المشاكل المادية التي يعاني منها الطالبة العرب. من جانبه يرى يوهانس كلمبيك، مدير رابطة الطلاب الأجانب BAS، في حوار مع موقع DWعربية بأن "الأوضاع السياسية في بعض الدول العربية ينعكس سلبا على الحالة المادية للطلاب المنحدرين من تلك البلدان"، مشيرا إلى ضرورة إنشاء صندوق يقدم الدعم المالي لهؤلاء الطلبة.
عبد اللطيف تاجري
مراجعة: طارق أنكاي