الطعام النباتي موضة أم قناعة أخلاقية؟
١٨ أبريل ٢٠١٤افتتحت انكيه كوكس، في مدينة بون الألمانية، في أكتوبر 2013 مقهى للمأكولات النباتية، وفيه لا تقدم السيدة الألمانية سوى منتوجات خالية من المواد الحيوانية، على غرار قهوة بلبن اللوز أو الصويا. بدورها، بدأت أنكيه صاحبة المطعم تتبع نمط الغذاء النباتي منذ حوالي خمس سنوات.
وفي هذا السياق توضح الأخيرة أن الأمر كان صعبا بالنسبة لها وكانت تستغرق وقتا طويلا حتى تجد في السوبرماركت منتجات تناسب طريقة تغذيتها النباتية هذه. وتضيف انكيه "أصبت بحالة من الإحباط كلما كنت أتحدث مع أيّ نادل في مطعم أو طباخ لأعبر لهم عن ضجري من أكل الأطباق الجانبية فقط (كالأرز والمعكرونة) الخالية من المنتجات الحيوانية".
وتمكنت انكيه من العثور على موقع إلكتروني يرصد المطاعم التي تقدم مثل هذه المأكولات. وهو موقع (deutschlandistvegan.de) الذي يعتبر نفسه مرجعية هامة للمهتمين بهذا النوع من التغذية. ويحظى نجاح الموقع بنجاح كبير داخل ألمانيا ما يؤكد أن المأكولات النباتية باتت في دائرة اهتمام المجتمع الألماني.
وعي اخلاقي واهتمام صحي
أما العاملون في هذه المجلة الإلكترونية فهم من "الخضريين" الذين اعتنقوا هذا المبدأ عن وعي أخلاقي كامل أولا، ثم لما له من فضائل على صحة الإنسان. وحسب إحدى الدراسات الألمانية التي أجريت حول الموضوع، فإن الكثيرين ممن استغنوا عن المواد الحيوانية في طعامهم، فإنهم قاموا بذلك لدوافع صحية في المقام الأول للحفاظ على صحتهم عموما، رغم أن أصل هذا التوجه الغذائي يعود بالأساس إلى الحفاظ والاهتمام بالثروة الحيوانية.
الأكل النباتي يحتاج إلى تعامل دقيق مع المنتجات الغذائية للتعرف على محتوياتها، علما أن غالبية المواد المعروضة في الأسواق الألمانية حاليا يحتوي القليل منها فقط على نسبة عالية من الأملاح أو الدهنيات. والطريف في الأمر، أنه في الثمانيات من القرن الماضي كان ينظر إلى النباتيين على أنهم يعانون من سوء التغذية وكان عددهم ضئيل جدا، أما اليوم، فأصبح هذا النمط الغذائي يلقى رواجا لدى المهتمين بتغذيتهم وصحتهم وأيضا لدى دعاة الرفق بالحيوان الذين يرفضون ذبح الحيوانات لاستهلاك لحومها أو ألبانها.