الصناعة الألمانية أمام تحدي تطوير سيارات هيبريد
١٧ مارس ٢٠٠٧على ضوء ازدياد إدراك المستهلكين بتداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري وبالتغييرات المناخية المرتبطة بهذه الظاهرة، يؤكد الخبراء على ضرورة استيقاظ شركات صناعة السيارات الألمانية من سباتها ومواجهة الانتقادات الموجهة ضدهم بعدم دخول مضمار التنافس في تطوير وإنتاج السيارات صديقة للبيئة بشكل فاعل. ويرى الكثير من خبراء السوق أن على شركات صناعة السيارات الألمانية ان تولي التنافس في هذا المجال المزيد من الاهتمام من خلال إنتاج سيارات هيبريد المزودة بمحركين، أحدهما يعمل بطريقة الاحتراق التقليدي للبنزين وآخر كهربائي للتقليل من استهلاك الوقود ومن نسبة الغازات المنبعثة الضارة بالبيئة.
موضة خاضعة للعواطف
يرى مدير شركة فولكسفاجن الألمانية مارتين فينتركورن في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية ان قضية الإقبال على السيارات الصديقة للبيئة خاضعة للعواطف، وأن شركته لم تكن تتوقع ان يصبح الإقبال عليها بهذا الشكل. وعلل فينتركورن تأخر الشركات الألمانية في خوض مضمار المنافسة في هذا المجال إلى ان شركة آودي الألمانية لصناعة السيارات حاولت في تسعينيات القرن الماضي تصنيع سيارة هيبريد، ولكنها لم تجد إقبالا. ويعتقد المراقبون أن تأخر الاهتمام الألماني في دخول هذا المضمار سيدفع المستهلكين إلى الاعتقاد بأن تويوتا وباقي الشركات الأخرى تعير مسألة التداعيات البيئية اهتماما اكبر من فولكسفاجن ومرسيدس و أودي وبورش. ويحذر هؤلاء المراقبون من أن تقوم صناعة السيارات الألمانية من خلال ذلك بطرد نفسها من السوق، ولكن فينتركورن رد على هذه الانتقادات بالقول ان الشركات الألمانية استثمرت لسنوات طويلة بلايين كثيرة من اليوروات من أجل تقليل استهلاك الوقود عن طريق الحقن المباشر لمحركات الديزل.
المصنعون الألمان مهتمون بالدراسات فحسب
في الوقت الذي أكتفت فيه شركات أنتاج السيارات الألمانية بتقديم القليل في معرض السيارات الدولي في فرانكفورت، أظهر اليابانيون أنهم قد قطعوا أشواطا كبيرة في هذا المجال. فقد عرضت شركة تويوتا اليابانية موديلات مختلفة من سيارة الهيبريد الصديقة للبيئة. وبهذا الصدد يرى خبير صناعة السيارات الألماني فيرديناند دودنهوفر أن كل شركات تصنيع السيارات أخذت تحذوا حذو تويوتا في هذا المجال. ويتوقع ان تشهد السنوات الأربعة القادمة عرض طرازات مختلفة من هذه السيارة، الأمر الذي يمكن ان يخفف من العبء البيئي الذي تشكله السيارات العادية. الجدير بالذكر ان شركات إنتاج السيارات الألمانية لم تقدم سوى نموذج واحد من السيارات الصديقة للبيئة من خلال سيارة بولو بلو موتسيون Polo Blue Motion، التي قامت شركة فولكسفاجن بتصنيعها. ويبدو ان طموحات فولكسفاجن بتقديم موديلات أخرى من هذا النوع من السيارات ما تزال مستمرة، فقد أعلنت الشركة انها بصدد تقديم موديل آخر، تعمل على إنتاجه بالاشتراك مع شركة بورشه.
الخبرة اليابانية تتطلب التنافس
يبدو ان شركة تويوتا اليابانية، التي قامت قبل 9 سنوات بإنتاج سيارة بريوس هيبريد الموفرة للوقود، أدركت مبكراً الاهتمام المتزايد على هذا النوع من السيارات بسبب إدراك الناس لمخاطر التداعيات المناخية بسبب الغازات المنبعثة من عوادم السيارات. وعن هذا يقول نائب رئيس فرع تويوتا في أوروبا تيري دومبريفال: "تنوي الشركة مضاعفة عرض سيارات هيبريد خلال السنوات القادمة". وتشير توقعات الشركة إلى ان يبلغ معدل المبيعات السنوية للسيارات في العقد القادم قد يبلغ مليون سيارة من هذا النوع.