مساعي ألمانية لتطوير سيارة تعمل بالماء
١٦ أبريل ٢٠٠٦من بديهيات القول إن ألمانيا هي بلد السيارات. ولاشك فيه أن قطاع صناعة السيارات الألماني من القطاعات الرائدة ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي أيضا. وتكفي الإشارة هنا إلى أن حوالي 60 ألف شركة تعمل في هذا القطاع حاليا في ألمانيا يصل مجموع استثماراتها إلى حوالي 150 مليار يورو سنويا. وعلى الصعيد العالمي، هناك منافسة قوية في مجال تكنولوجيا المواصلات وهو ما يفرض على "بلد السيارات" الاستثمار في مجال بحوث تطوير هذه التكنولوجيا لكي تبقى في المقدمة. وفي هذا السياق أطلق وزير المواصلات الاتحادي الألماني، فولفجانح تيفنسيه، مشروع سيارة المستقبل.
محطة وقود للتموين بالماء
يوجد في برلين محطة لتزويد السيارات بالوقود اللازم لسيرها، ولكنها تختلف كليا عن محطات الوقود المعروفة! أنها محطة تموين السيارات بالماء! طبعا بالماء وليس بالبنزين. وهي خاصة بالسيارات التي تعمل بالماء المعروفة بالسيارات "صديقة البيئية" التي ينبعث منها البخار بدلا من الأوكسجين المنبعث من السيارات التي تعمل بالوقود. وهناك وفي هذه المحطة يقف كل من وزير المواصلات الاتحادي الألماني، فولفجانج تيفنسيه والمفوض الأوروبي للشؤون الصناعية، جونتر فيرهويجن، ليريا بأنفسها كيف يمكن للمرء أن يقود سيارة عصرية تعمل بالماء وليس بالبنزين. ويشرح أحد عمال المحطة طريقة تموين السيارات بالماء قائلا" ما نعمله الآن هو أننا نموًن السيارة بماء متجمد عند درجة 253 تحت الصفر. أي بارد جدا."
مشروع ذو أهداف متعددة
يذكر هنا أن مشروع سيارة المستقبل التي تعمل بالماء ماهو إلا واحد من عدة مشاريع تحظى بدعم وتشجيع وزارة المواصلات الألمانية الاتحادية ووزيرها الحالي. في هذا المضمار أعلن المسئول الألماني عن خطة ريادية لقطاع المواصلات والنقل سيتم تنفيذها حتى نهاية العام القادم. ويؤكد الوزير ضرورة عمل الكثير في سبيل تطوير هذا القطاع الرائد الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني، حسب تعبيره. كما أنه يشحذ الهمم بالقول إنه "علينا أن نتحرك بسرعة لأن المنافسة شديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان،" مشيرا إلى أن هاتين الدولتين تسيران بسرعة كبيرة في هذا المضمار وتستثمران مليارات الدولارات في هذا المجال و"علينا أن نكون معهم". ويطمح الوزير الألماني من خلال خطته هذه إلى ضرب عصفورين بحجر واحد: الأول تشجيع التكنولوجيا المحافظة على البيئة، والثاني دعم قطاع المواصلات، ما شأنه أيضا خلق فرص عمل جديدة. غير أن هناك هدفا آخر على المستوى البعيد يتمثل في التحرر من التبعية لسوق الطاقة العالمي وبالتالي حماية قطاع المواصلات من المتغيرات وتقلبات هذه السوق، لاسيما في ظل توقع ارتفاع نمو قطاع المواصلات في السنوات القادمة. يذكر أن مشروع السيارات التي تعمل بالماء وتكنولوجيا المواصلات الصديقة للبيئة هو مشروع استثماري يقوم به القطاع الخاص ولكنه يحظى بدعم وتشجيع مع مساهمة بسيطة من القطاع العام المتمثل بالجانب الحكومي.
ودعم من الإتحاد الأوروبي
ويحصل وزير المواصلات الألماني في سبيل تحقيق هذه الأهداف على دعم المفوضية الأوروبية لشؤن الصناعة، وبالذات فيما يتعلق بالبحوث واستخدام طاقة المياه، حيث أن هناك أيضا مشروع بحوث ضخم على المستوى الأوروبي في هذا المجال. في هذا السياق يقول المفوض الأوروبي لشئون التصنيع، فيرهويجن، "نعمل على تسريع الخطى للوصول بهذه التكنولوجيا في اقرب وقت ممكن إلى الاستهلاك في السوق، ليس فقط للسيارات الفارهة مثل اللوموزينات، ولكن أيضا للسيارات الصغيرة والمتوسطة". ويأمل المفوض الأوروبي في تحرير قطاع المواصلات العامة في دول الاتحاد الأوروبي عموما، حسب قوله. وهو يرى أنه من غير المقبول أن تقوم بعض الدول الأوروبية بوضع العراقيل التي تحد من قدرة بعض مؤسسات المواصلات الأوروبية على المنافسة لصالح مؤسسات أخرى وطنية.