الشركات الألمانية تتطلع إلى صفقات تجارية في ليبيا
٣ يناير ٢٠١٢تعتبر ليبيا باحتياطياتها الكبيرة من الغاز والنفط شريكا ذا إمكانيات كبيرة بالنسبة للشركات الألمانية. خاصة بعد سقوط نظام القذافي وذلك لعدة أسباب، وفق ما يرى هانس بيتر ميرتس من غرفة التجارة والصناعة في منطقة الرور في ولاية شمال الراين وستفاليا. ويعزو ذلك إلى وجود عدد من الاستثمارات المبرمجة من قبل والتي لم تُنجز بعد، فضلا عن حاجة ليبيا لإعادة اعمار بعد تعرض العديد من المؤسسات والبنايات للتدمير بسبب الحرب التي اندلعت في ليبيا بين الثوار وكتائب القذافي. وبالنسبة للشركات الألمانية فهناك فرصة كبيرة في الحصول على صفقات كبيرة في ليبيا أكثر من قبل. وتعد غرفة التجارة الصناعة في منطقة الرور إحدى المؤسسات الاقتصادية الرائدة على الصعيد الألماني فيما يتعلق بربط العلاقات الاقتصادية مع دول شمال إفريقيا بشكل عام وليبيا بشكل خاص.
فرص جيدة في قطاعي الزراعة والبناء
وكانت ليبيا حتى سقوط القذافي تستورد من ألمانيا سلعا بقيمة 25 مليار دولار، فيما لم يتجاوز حجم التبادل التجاري مع ألمانيا مليار يورو، ذلك أن فقط 40 شركة ألمانية تربطها صفقات اقتصادية مع ليبيا. خاصة منها شركات البناء والطاقة والتكنولوجيا مثل شركة بيلفينغر/بيرغر وشركة إيون وتوتسين كروب وسيمنس وفينتر شال. ولكن بعد الثورة الليبية، فإن عددا كبيرا من الشركات الألمانية الوسطى تأمل في الفوز بصفقات تجارية مربحة.
ووفقا لتوقعات هانس بيتر ميرتس فإن الشركات المتخصصة في قطاع البناء لها حظوظ جيدة في السوق الليبية، كذلك بالنسبة لمنتجي السلع الاستهلاكية، ذلك أن ليبيا لا تصنع سلعا استهلاكية، كما أن هناك طلبا كبيرا في قطاع السيارات. وفي هذا السياق يشير ميرتس إلى أنه بإمكان الشركات الألمانية الدخول إلى قطاع صناعة المواد الغذائية ويقول: "تمتلك ليبيا زراعة مثيرة للاهتمام: حمضيات من نوع ممتاز وبرتقال من نوع رفيع. وتحويل هذه المنتجات الزراعية إلى سلع قابلة للتسويق داخل السوق الأوروبية من شأنه أن يكون أمرا جديرا بالاهتمام".
وتزود شركة "مولير انترنشيونل" التجارية من بلدة روميرسكيرشن السوق الليبية منذ عشرين عاما بآلات للحصاد وجررات وغيرها من الآلات التي تستخدم في مجال الزراعة. ويعد هذا القطاع مزدهرا. وإلى جانب توريد الشركة الألمانية الآلات الزراعية لليبيا، فإنها تقوم أيضا بنقل الخبرات الفنية في هذا المجال.
ويؤكد مدير الشركة بيتر مولر أنه خاصة بعد الإطاحة بنظام القذافي فإن هذه المعرفة قد أصبحت مهمة بالنسبة للمزارعين الصغار وكذلك بالنسبة للمزارع الكبيرة. وفي إطار وكالة للاستشارات الزراعية يقدم خبراء من شركة "مولير انتارنشيونل"استشارات لليبيين على الأرض حول طرق العمل الفعالة ومختلف الإمكانيات لزيادة المحاصيل.
نقص في السيولة المالية من أهم المشاكل
لكن الشركات الألمانية لا تزال تواجه مشاكل وصعوبات في تكثيف علاقاتها التجارية هناك وفق ما يقول مولر. ويعزو ذلك إلى أن الكثير من الليبيين قد سحبوا أموالهم من البنوك المحلية ما جعل المصارف عاجزة عن تمويل الواردات. ويقول مولر: "هناك نقص في العملة الصعبة الضرورية." ولا يزال مولر على تواصل بممثلي الشركات الألمانية التي لا تزال تنشط في ليبيا، حيث يتبادل معهم المعلومات والأخبار حول التطورات التي تمر بها ليبيا عبر البريد الالكتروني والرسائل القصيرة. وعادة ما تتكرر المشاكل نفسها، بحيث يقول مولر: "لقد حصلنا قبل فترة وجيزة على صفقة ولكنها مهددة بالفشل نظرا لوجود صعوبات في تحويل الأموال".
ورغم ذلك، فإن اهتمام الشركات الألمانية الوسطى بالسوق الليبية كبير جدا إلى درجة أن وزير الاقتصاد الألماني زار ليبيا بصحبة عدد كبير من ممثلي الشركات الألمانية. ويلفت ميرتس إلى المنافسة الدولية الكبيرة التي تواجهها الشركات الألمانية الساعية إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية في دول شمال إفريقيا نظرا لاهتمام دول أخرى بهذه المنطقة على غرار الصين وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وتركيا.
كلاوس دوزه / شمس العياري
مراجعة: طارق أنكاي