السيارات الرخيصة تلقى رواجاً في السوق الألمانية
٢ ديسمبر ٢٠٠٦تلفت ظاهرة زيادة الطلب على السلع الرخيصة في أسواق الدول الغنية اهتمام الخبراء الاقتصاديين، الذين كانوا يعتقدون في الماضي أن هذه الظاهرة تقتصر على الدول الفقيرة فقط. لقد امتدت هذا الظاهرة إلى سوق السيارات في ألمانيا، حيث حاولت بعض شركات السيارات أن تتجاوب مع التغييرات في أذواق زبائنها وقدراتهم الشرائية، متجهة إلى تصميم الموديلات المناسبة لذلك. في بداية الأمر لم يكن خبراء قطاع صناعة السيارات في ألمانيا متفائلين بنجاح هذه الموديلات، لاسيما عندما طرحت شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو موديلها الجديد من سيارات داسيا لوجان المنخفض الثمن في الأسواق العام الماضي.
لكن مع مرور الوقت اتضح لهؤلاء أن قراءتهم لمتغيرات السوق وأذواق وتوجهات المستهلكين لم تكن سليمة، حيث نافست هذه السيارة رخيصة الثمن في الأسواق بقوة. الملفت للنظر ان هذا الموديل الذي تبلغ قيمته في ألمانيا 7200 يورو، والذي صُمم أصلا لتلبية احتياجات سوق شرق أوروبا، لقي نجاحاً كبيراً أيضا في دول غرب أوروبا الغنية. وكانت شركة رينو قد خططت في بداية الأمر لإنتاج أربعة آلاف سيارة فقط من موديل داسيا لوجان للسوق الألمانية. لكن الأرقام النهائية لمبيعات هذه السيارة في ألمانيا ستبلغ بنهاية العام ستة ألاف سيارة، مما شجع منتجو السيارات الأخرى على خوض المغامرة والدخول إلى مضمار سباق إنتاج سيارات رخيصة الثمن. فعلى سبيل المثال تعتزم شركة فولكسفاجن المنافسة في هذه السوق بسيارة فوكس التي يبلغ قيمتها تسعة الاف يورو، وشركة سيتروين بموديل سي أي وبيجو بموديلها الذي يحمل رقم 107.
"ظاهرة مؤقتة سببها البطالة وارتفاع أسعار الوقود"
يرجع الخبراء أسباب زيادة الطلب في ألمانيا على السيارات الرخيصة إلى ارتفاع البطالة في سوق العمل وكذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود، إذ ان "هذا النوع من السيارات اقتصادي في استهلاك البنزين. كما ان الكثير من المستهلكين يفضلون اقتناء سيارة جديدة بدلا من سيارة مستعملة طالما كان سعر السيارة الجديدة ليس مرتفعاً"، كما يقول نيك مارجيتس الخبير في مجال أبحاث السوق. وبالرغم من العاملون في مجال صناعة السيارات يتفقون في الرأي على أن سوق السيارات رخيصة الثمن هي بالأساس دول شرق أوربا، حيث لا يزال عدد السيارات هناك اقل مقارنة بدول غرب أوربا، إلا ان القدرة الشرائية في هذه الدول اضعف منها في الغرب.
وبالإضافة إلى شرق أوربا يضع منتجو السيارات رخيصة الثمن كل من روسيا والصين والهند نصب أعينهم كأسواق لترويج سياراتهم. لذلك تبحث كل من شركتي فولكسفاجن و جي إم تطوير موديل يلبي متطلبات هذه الأسواق، وفقا لما ذكرته اوتوموتيفا نيوز أوروبا مجلة السيارات المتخصصة. وعلى العكس من ذلك يُعتقد أن السوق الأوروبية الغربية ومنها بطيعة الحال السوق الألمانية، ليست سوقا واعدة للسيارات رخيصة الثمن على المدى الطويل. ويفسر الخبراء ذلك بأن السيارة في البلدان الصناعية مرآه تعكس الوضع الاجتماعي لصاحبها، وبالتالي فإنها طالما ظلت كذلك، فإن فرصة السيارات الرخيصة ستظل محدودة. وتشير الإحصائيات الصادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني إلى أن السيارات الرخيصة شكلت فقط 4،5 في المائة من اجمالي السيارات المصرح لها خلال العشرة اشهر الأولى من عام 2006.
ويفضل الخبراء التريث لمعرفة ما سيطرأ على سوق السيارات في أوربا بعد ان يدخل المنتجون الصينيون في حلبة المنافسة خلال السنوات القليلة القادمة. في هذا السياق يرى الخبراء أن نجاح السيارات الصينية يتوقف على عاملين: أولا ان يكون السعر مغريا بدرجة كبيرة وثانيا ألا تقل الجودة عن مستوى جودة السيارات الأوروبية.