السوري داود ـ جوهرة ترصدها أعين أقوى الأندية الأوروبية
٩ فبراير ٢٠١٦يبدو أن الأداء الملفت الذي يقدمه لاعب بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني ذو الأصول السورية محمود اود قد ذاع صيته حتى خارج ألمانيا. ابن الـ 20 عاما، الذي تحول هذا الموسم إلى لاعب أساسي في كتيبة المدرب أندري شوبرت، مطلوب بقوة في الدوري الإنجليزي وبالتحديد في فريقي مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي.
وحسب صحيفة بيلد الألمانية فإن قطبا مدينة مانشستر يسعيان بجد للتعاقد مع جوهرة مونشنغلادباخ وابن مدينة عامودا السورية محمود داود. كما أن العملاق الإيطالي يوفينتوس سبق له أن خطب ود اللاعب في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة دون أن يسفر ذلك عن أي نتيجة.
هذا الاهتمام المتزايد باللاعب الشاب، يثير التساؤل عن ميزاته وما يؤهله للالتحاق بأكبر الأندية الأوربية على غرار مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
داود لاعب موهوب بالفطرة
اختيار محمود داود كأفضل لاعب في مباراة فريقه أمام فيردر بريمن في الأسبوع الـ 20 من البوندسليغا لم يكن بمحض الصدفة. إذ قدم اللاعب مباراة كبيرة على جميع المستويات، حيث ساهم بشكل كبير في الفوز الكاسح الذي حققه فريقه على ضيفه بريمن 5:1. كما كان اللاعب وراء تمريرتين حاسمتين أسفرتا عن هدفين جميلين لمونشنغلادباخ.
تولى داود دور المايسترو في تلك المباراة ومد زملاءه بكرات جيدة، كما نجح في إحباط الكثير من هجمات الضيوف. وبهذا الأداء أكد اللاعب السوري الأصل أنه قادر بمهاراته وذكائه على أن يضفي مزيدا من القوة والحماس على أداء مونشنغلادباخ. كما أن الحضور القوي لداود على أرضية الملعب أنسى الجمهور رحيل الدولي كريستوف كرامرالذي كان يلعب في نفس المركز الذي يلعب فيه داود حاليا قبل انتقاله بداية الموسم إلى ليفركوزن، علما أن أحدا لم يكن يتوقع في البداية نجاح داود بهذه السرعة والفعالية في تعويض كرامر.
"محمود لاعب موهوب بالفطرة، لا يلعب كرة القدم فحسب وإنما يعيشها أيضا"، يقول المدير الرياضي لفريق مونشنغلادباخ ماكس إبيرل، ويضيف"بطبيعة الحال هو مطالب بتطوير نفسه أكثر، لكنه منذ الآن يظهر تقنيات عالية جدا وقدرة كبيرة على قراءة اللعب". خاض داود حتى الآن 28 مباراة بألوان فريق المهور هذا الموسم بما فيما ذلك دوري أبطال أوروبا وسجل هدفين وكان وراء خمس تمريرات حاسمة.
مستقبل واعد ينتظر اللاعب
ويعتبر "مو" (وهو لقب محمود داود) في الوقت الحالي أكثر اللاعبين ركضا فوق العشب الأخضر في البوندسليغا، ففي كل مباراة يركض الفتى السوري 13.1 كيلومتر، وهو ما يعكس اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها هذا اللاعب رغم صغر سنه. وحول انطباعه عن زميله محمود داود يقول اللاعب غرانيت تشاكا "كنت أعلم منذ مدة بالإمكانيات التي يتمتع بها "مو" ومدى استعداده للعب كاساسي. مو سيبصم على مسيرة جيدة في بوندسليغا وسيسعد أكثر جماهير بوروسيا".
يذكر أن أول مباراة رسمية لابن عامودا مع الفريق الأول لمونشنغلادباخ كانت في أبريل 2015 أمام دورتموند. وفي بداية الموسم الحالي واصل حضوره القوي مع "المهور" لكن كان يتم إشراكه في الدقائق الأخيرة من المباراة فقط. وتغير الوضع منذ مباراة كولونيا ضمن الأسبوع الخامس من هذا الموسم، حين أقحمه المدرب فافر كأساسي. وبذلك يكون المدرب السويسري قد وفى بالوعد، الذي قطعه مع الجمهور في الاعتماد على الموهبة الصاعدة في التشكيلة الأساسية للفريق، وكانت تلك آخر مباراة لفافر مع فريق المهور، إذ استقال من منصبه وسلم الشعلة إلى المدرب المساعد أندري شوبرت، الذي جعل من داود نجم الحاضر وليس المستقبل وبدأ يعتمد عليه في كل المباريات كلاعب أساسي.
وبالنظر للتطور المستمر لأداء داود، يظهر بشكل جلي أن فريق مونشنغلادباخ قد وجد جوهرته الفريدة التي كان يبحث عنها منذ مدة، لذلك فإن إدارة النادي مطالبة بالإسراع في تمديد عقد اللاعب الذي ينتهي في 2016 إذا ما أرادت الحفاظ على جوهرتها، لأن المستوى الذي قدمه مؤخرا أمام بريمن وفي مباريات سابقة يثبت أن ابن الـ 20 عاما سيكون له شأن كبير مستقبلا في عالم الساحرة المستديرة.