الساسة الألمان يطالبون بإعادة النظر في صد محاولات التجسس
٦ نوفمبر ٢٠١٣بريطانيا هي مهد كل الأعمال الاستخباراتية. هكذا على الأقل أخبرنا إيان فليمينغ أو جون لوكاري وغيرهم من كتاب الروايات الإنجليز. هؤلاء الكتاب تفننوا في كتابة رواياتهم التي غالبا ما كانت تتحدث عن أعمال التجسس في فترة الحرب الباردة. وكانت مدينة برلين في الغالب هي المكان التي تدور فيه أحداث رواياتهم. ويبدو الآن أن قصص التجسس في برلين قد انتقلت من عالم الخيال إلى الواقع.
وقد أوردت صحيفة الإندبندنت البريطانية، استناداً إلى وثائق سرية سربها عميل الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن، تشير إلى أن بريطانيا تدير هي الأخرى محطة تجسس خاصة على مرمى حجر من البرلمان الألماني (البوندستاغ) ومكاتب ميركل في مقر المستشارية باستخدام معدات حديثة جدا مزروعة على سطح السفارة البريطانية في برلين. وقد استدعت الخارجية الألمانية السفير البريطاني سايمون ماكدونالد لاستفساره حول هذه المزاعم. هذا ما أكده متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، حيث أوضح أنه بطلب من وزير الخارجية الألمانية، غيدو فيسترفيله، تم استدعاء السفير البريطاني لاستفساره بخصوص هذه التسريبات. وقد نبهت الخارجية الألمانية إلى أن "التصنت على المكالمات انطلاقا من مقار البعثات الدبلوماسية إذا ما حدث، يكون ضد القانون الدولي".
ومن جهته أشار دونكان كامبل، أحد الصحفيين، الذين كتبوا المقال لصحيفة الإندبندنت إلى وجود تعاون وثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وقال الصحفي البريطاني في حوار مع DW"إن أحد ممثلي الحكومة جاء إلى مقر الصحيفة قبل نشر المقال وطلب إزالة بعض التفاصيل من المقال". وتابع كامبل "هذه التفاصيل التي طلب الموظف إبعادها من المقال لم تعد سراً خافياً".
لم تكن التقارير مفاجئة
وبعد التسريبات الأخيرة عن عمليات التجسس التي كانت وراءها الاستخبارات الأمريكية، لم تأت التقارير عن قيام الاستخبارات البريطانية بأنشطة تجسسية في ألمانيا مفاجئة. وهذا ما عبر عنه يان فيليب ألبريشت عضو حزب الخضر في البرلمان الأوروبي وعضو لجنة الحريات المدنية والعدالة. وقال ألبريشت "لم يكن ذلك مفاجئاً. يجب أن نتحدث الآن عن الإجراءات التي يجب أن نتخذها بعد افتضاح الأمر". وتابع ألبريشت في مقابلته مع DW"ليس من المعقول أن تتجسس دولة أوروبية مثل بريطانيا على باقي دول الاتحاد الأوروبي".
وتطرح عملية التجسس البريطانية مشكلة أمام المحادثات التي تجريها الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق يمنع عمليات التجسس على بعضهما البعض. إذ سيصعب تكوين جبهة أوروبية قوية لقيادة هذه المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت إحدى هذه الدول الأوروبية تتجسس على دول أوروبية أخرى.
وطالب توماس أوبرمان، رئيس اللجنة البرلمانية لمراقبة الأجهزة الاستخباراتية، بمعاملة البريطانيين "بنفس الطريقة التي تٌعامل بها ألمانيا الأصدقاء الأمريكيين". كما طالب بإعادة النظر في طرق صد محاولات التجسس في ألمانيا.