الرئيس سعيّد يشيد بمساعدة دول صديقة والغنوشي يغادر المستشفى
٢ أغسطس ٢٠٢١أشاد الرئيس التونسي قيس سعيّد أمس الأحد (الأول من آب/أغسطس 2021) لدى لقائه محافظ البنك المركزي، مروان العباسي "بالوقفة الصادقة للدول الشقيقة والصديقة لسد الإخلالات في التوازنات المالية ومساعدة تونس على الوفاء بالتزاماتها المالية الداخلية والخارجية"، وفق بيان صدر عن الرئاسة. وبدأ الرئيس التونسي، الذي وجه اتهامات مبطنة لخصومه وللحكومة المقالة بجر الدولة إلى حافة الإفلاس، بإجراء اتصالات مكثفة مع دول عربية وشركاء تونس من المجتمع الدولي لبعث رسائل طمأنة بشأن الانتقال الديمقراطي في البلاد، وبحثا عن الدعم الاقتصادي والمالي.
وقال سعيّد: "الحمد الله إننا لدينا أشقاء صادقون يقفون معنا في كل المجالات وخاصة في المجال الأمني والاقتصادي". وأضاف الرئيس: "ستأتي الفترة لأعلن عن هذه الوقفة التاريخية لعدد من أشقانا وأصدقائنا الذين تداعوا أيضا لشد أزر الشعب التونسي في هذه اللحظات التاريخية التي نعيشها".
وسجل الاقتصاد التونسي أسوأ نمو منذ منتصف القرن العشرين، حيث تجاوزت نسبة الانكماش 8 % في 2020، وفاق العجز المالي 11 % من إجمالي الناتج المحلي. وتسود حالة ترقب في تونس في انتظار إعلان الرئيس عن حكومة جديدة عقب فرضه التدابير الاستثنائية في البلاد يوم الأحد الماضي، وبدء برنامج إنقاذ عاجل.
على جانب آخر، قال مستشاران لراشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ورئيس حزب النهضة الإسلامي إن الغنوشي غادر مستشفى كان قد دخله في وقت سابق أمس الأحد وذلك في وقت تواجه فيه البلاد أزمة سياسية كبيرة. وقاد الغنوشي، الذي يملك دورا مؤثرا في البلاد منذ عقد، معارضة الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيّد الأسبوع الماضي بالسيطرة على السلطات الحاكمة وإقالة رئيس الوزراء وتجميد عمل البرلمان وسارع بوصفها بأنها انقلاب.
ولم يوضح المستشاران المشكلة الصحية التي يعاني منها الغنوشي (80 عاما) الذي كان قد دخل مستشفى لمدة أسبوع الشهر الماضي للعلاج من فيروس كورونا. وقال أحد المستشارين "بعد ساعات في المستشفى العسكري، عاد الغنوشي إلى بيته وهو بخير الآن".
وعانت حركة النهضة من القمع إلى أن تفجرت ثورة 2011 التي أتت بالديمقراطية، وأصبحت منذ ذلك الحين أقوى حزب سياسي في تونس، ودعمت ائتلافات حكومية متعاقبة، وساهمت في الاتفاق على دستور عام 2014. لكن عوامل منها الركود الاقتصادي وتردي الخدمات وتصور عام باتساع نطاق الفساد قد أثرت على نسب التأييد للحزب، ويبدو أن إعلان قيس سعيّد في الأسبوع الماضي يحظى بتأييد واسع النطاق.
ويواجه الغنوشياستياء داخل النهضة بخصوص تعامله مع الأزمة الحالية، وخياراته الإستراتيجية منذ انتخابات 2019. ويرى أعضاء بارزون في النهضة الأزمة الحالية بأنها أكبر تحد تواجهه الحركة منذ عام 2011، ودعا عدد متنام من أعضاء الحركة الغنوشي إلى الاستقالة. وكان الغنوشي قد أرجأ اجتماعا لمجلس شورى الحركة يوم الجمعة.
ز.أ.ب/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)