الرئيس الألماني والفاتيكان وقادة العالم ينعون القس توتو
٢٦ ديسمبر ٢٠٢١أشاد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير برئيس أساقفة جنوب افريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو ووصفه بأنه واحد من أبرز المناضلين في العالم من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان الأسقف ديزموند توتو الذي يعد أحد رموز الكفاح ضدّ نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قد توفي اليوم الأحد عن 90 عاما، لتنهال الإشادات به من حول العالم.
وقال شتاينماير في خطاب مواساة نشر اليوم الأحد (26 ديسمبر/كانون الأول 2021) إن "جهده الذي لم يتزعزع في مجابهة الفصل العنصري ينبغي أن يكون نموذجا يحتذى بالنسبة لنا جميعا لكي نعمل بدأب في التصدي للعنصرية وعدم المساواة".
وكتب شتاينماير أن العديد من الجوائز منها جائزة نوبل للسلام ووسام الاستحقاق الألماني، تؤكد مكانة توتو في التاريخ المعاصر، وأضاف أن توتو "لن يُنْسى في ألمانيا بوصفه مسيحياً وكاهناً ومصلحاً وكروح مستقلة".
بدوره، أكد الفاتيكان في بيان حزن البابا لرحيل توتو وقدّم "أحر التعازي لعائلته وأحبائه". وقال: "إدراكاً منه لخدمته الإنجيل عبر دعمه للعدالة العرقية والمصالحة في بلده الأصلي جنوب إفريقيا، تستودع قداسته روحه (توتو) إلى رحمة الله".
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن توتو كان "مصدر إلهام لأجيال في العالم برمته" و"مرشداً مضيئاً من أجل الحرية والمقاومة غير العنفية". وأضاف في بيان أن رحيل الأسقف "يخلف فراغاً هائلاً على الساحة الدولية وفي قلوبنا".
فيما أعربت الملكة اليزابيث الثانية عن "حزنها العميق" لرحيل توتو، وقالت في رسالة تعزية "ينضم إلي جميع أفراد الأسرة الملكية للتعبير عن حزننا العميق بعد إعلان وفاة الأسقف ديزموند توتو الذي دافع من دون هوادة عن حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا والعالم أجمع. استذكر بحنين لقاءاتنا وما اتصف به من ود كبير وروح مرحة".
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل في بيان أن "مثال" ديزموند توتو "يتجاوز الحدود وسيكون له صدى عبر الأجيال"، مشيرين إلى "قوة رسالة العدل والمساواة والحقيقة والمصالحة" التي حملها الأسقف الانغليكاني. وأشاد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بالأسقف الراحل واصفا إياه بأنه كان "معلّماً وصديقاً وبوصلة أخلاقية بالنسبة إلي ولكثيرين".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأكد أن "كفاح" توتو "لوضع حد للفصل العنصري ومن أجل المصالحة في جنوب إفريقيا سيبقى في ذاكرتنا"، وقال ماكرون إن توتو "كرّس حياته من أجل حقوق الإنسان والمساواة بين البشر".
من ناحيته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "حزنه العميق" جرّاء وفاة توتو، واصفاً إياه بأنه كان "شخصية بالغة الأهمية" للقضاء على الفصل العنصري وبناء جنوب إفريقيا جديدة.
واعتبر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أن رحيل توتو شكّل "ضربة كبيرة ليس لجمهورية جنوب إفريقيا حيث ترك بصمات هائلة ليس كبطل مناهض للفصل العنصري فحسب، بل للقارة الإفريقية بأكملها حيث يحظى باحترام عميق ويُحتفى به كصانع سلام"، وأفاد أن "الأسقف توتو ألهم جيلاً من القادة الأفارقة الذين احتضنوا نهجه غير العنيف في الكفاح من أجل التحرر".
وكان توتو قد التقى نلسون مانديلا أول مرة في خمسينات القرن الماضي، لكنهما لم يلتقيا مجدداً إلا بعد عقود، يوم أطلق سراح مانديلا عام 1990 ليقضي ليلته يومها في منزل توتو.
وظل توتو كرجل دين بارز يمثل ضميراً أخلاقياً لجنوب افريقيا على مدار عقود وعمل مع الزعيم الراحل نيلسون مانديلا على مكافحة نظام الفصل العنصري الذي كان يسعى إلى فرض هينمة البيض.
ع.ح./ع.ج. (ا ف ب، د ب أ)