وقفة مع أداء الجزائر في بطولة إفريقيا
٢٩ يناير ٢٠١٥الجزائر حققت المطلوب وتأهلت إلى ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية، ولكن الأهم هو عودة الروح المونديالية التي عرفها العالم عن هذا المنتخب، خلال مشاركته في البرازيل الصيف الماضي.
مباراة الأمس أمام السنغال كانت حاسمة، ودخلها "الخضر" تحت شعار: "نكون أو لا نكون". الشيء الوحيد الذي عكّر فرحة الجمهور الجزائري كان حلول الجزائر في المرتبة الثانية في المجموعة، خلف غانا، بست نقاط لكل منهما، ولكن الأخيرة تفوقت بفارق المواجهات المباشرة بين المنتخبين.
رفاق فيغولي عادوا، والجميع ينتظر الآن المزيد من المنتخب الذي يضعه النقاد على رأس المرشحين لحصد اللقب. ويبدو أنهم لعبوا أيضا من أجل مدربهم الفرنسي كريستيان غوركوف الذي توفيت والدته ولم يترك المنتخب ويسافر لحضور الجنازة.
عناصر القوة
بلا شك أظهرت مباراة الجزائر أمام السنغال أن خط الدفاع الجزائري في وضعية صلبة، ومع مشاركة مجيد بوقرة بإمكان المدرب غوركوف أن يطمأن بشأن الخطوط الخلفية، بعد المشاكل التي ظهرت خلال اللقائين الأولين من البطولة مع جنوب إفريقيا وغانا.
أما "رمانة الميزان" ومايسترو المنتخب فكان سفيان فيغولي، نجم فالنسيا الإسباني. فيغولي يتمتع بالتزام تكتيكي رائع، يتميز بانضاط عال وقدرة على التكيف مع خطة المدرب، سواء أ كانت دفاعية أو هجومية.
أيضا أبلى اللاعبان سفير تايدر ونبيل بنطالب بلاء حسنا. والجميع استمتع بالهدف الصاروخي الرائع في مرمى السنغال الذي سجله بنطالب، المحترف في توتنهام الإنكليزي.
ضعف في خط الهجوم
ما يدعو للقلق هو خط الهجوم في الجزائر. فمركز رأس الحربة يعاني قليلا، ولم يستطع العربي سوداني ولا بالفوضيل من تقديم مستوى جيد، وكذلك إسلام سليماني قبل إصابته.
المفاجأة السلبية الأكبر تمثلت في أداء ياسين براهيمي. الجميع يتساءل أين هو أفضل لاعب شاب في القارة الإفريقية، نجم بورتو البرتغالي. على المدرب الفرنسي أن يجد حلا لعدم توظيف مهارات براهيمي بالشكل المطلوب، فاللاعب يعتبر موهبة كبيرة ويمكن أن يشكل مصدر قوة إضافية للخضر.
موقعة مالابو
الشيء الجيد للجماهير العربية أن تونس والجزائر لن يلتقيا في نصف النهائي، في حالا تأهلا معا إلى هذا الدور، وهذا يجعل الحلم بنهائي عربي خالص أمرا مشروعا.
ولكن قبل ذلك على الجزائر أن تجتاز لقاء الدور ربع النهائي الذي سيقام على استاد مدينة مالابو. خصم الجزائر في هذا الدور يتحدد من بين فرق المجموعة الرابعة التي ستحدد مبارياتها الأخيرة في الدور الأول المترشحين إلى ربع النهائي. وحظوظ الفرق الأربعة في المجموعة تبدو متقاربة، لأن كل من كوت دي فوار والكاميرون وغينيا ومالي تمتلك نقطتين، وبالتالي فالباب مفتوح على مصراعيه لتأهل أي من الفرق الأربعة. ما يهم الجزائر هو أن لقاءها سيكون مع متصدر المجموعة الرابعة. ولا مشكلة في أي فريق يأتي، خاصة بعد العودة القوية للجزائر، كما كتبت صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية: "المنتخب الجزائري أظهر حجمه المونديالي".
ف.ي/ع.ج.م (DW)