الحجاب لا يقف عائقا أمام التوظيف في الخارجية
١٩ مارس ٢٠١٥سيراب أوجاك قد تكون مثالا ناجحا لاندماج المواطنين الألمان من ذوي أصول أجنبية في الدوائر الحكومية الألمانية. وسيراب هي موظفة من "الدرجة الأولى" في وزارة الخارجية الألمانية، وتقول إنها تدرجت حتى وصلت إلى هذه الدرجة الوظيفية العليا في الوزارة ولم تشكل أصولها الأجنبية عائقا أمامها.
وتجلس أوجاك ذات الأصول التركية بجوار وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير في ندوة حوارية في إحدى قاعات وزارة الخارجية. ويستمع الوزير معربا عن ارتياحه إلى كلام أوجاك وهي تقول إنها جلبت معها بعض الامتيازات للوزارة.
وزير الخارجية فرانك - فالتر شتاينماير يريد أن يكسب أشخاص كثيرين، من ذوي الأصول الأجنبية،مثل السيدة أوجاك، للعمل في وزارته "لأن وزارة الخارجية في الوقت الحاضر لا تمثل التشاور المتنوع، الذي يجري في الشركات الاقتصادية في ألمانيا". ويضيف الوزير قائلا: "ألمانيا بلد مستقبل للمهاجرين، والتنوع المرتبط بذلك يجب أن ينعكس أيضا على العاملين في التمثيل الدبلوماسي لألمانيا".
بالإضافة إلى ذلك يرى الوزير شتاينماير أن "العالم في المستقبل سيعاني من الأزمات طويلة الأمد. والوزارة تحتاج لذلك إلى الأفضل والأذكى من الناس ومحبي الاستطلاع والتعلم للعمل في الوزارة".
وزارة الخارجية الألمانية رفعت من جانبها شعار "عالميون نحن" في خطوة لاستقطاب الكفاءات ذات الأصول الأجنبية في البلد. وطلب من بعض الشباب ذوي الأصول الأجنبية الحضور إلى الوزارة والنقاش في ندوة حول هذا الموضوع وكيفية جعل التقديم للعمل في السلك الدبلوماسي جذابا للشباب.
وقسم الشباب في ورشات عمل داخل الوزارة ليقدموا اقتراحاتهم. وكانت نتائج الاقتراحات تتضمن: أن تكون عملية التقديم واختيار المقبولين للعمل تتم بصورة شفافة. وأن يتم توضيح واجبات ومهام الموظف الدبلوماسي بصورة واضحة. وأن يتم توضيح أن العمل في الوزارة يعد وظيفة محترمة لا تنالها إلا النخبة في البلد. فالحصول على وظيفة في الوزارة يعد "حلما للكثير من الناس، وهذا الحلم صعب المنال أيضا"، كما أوضحت إحدى المتحدثات.
عملية اختيار عادلة للمتقدمين
من جانبه، شارك وزير الخارجية شتاينماير في بعض النقاشات في ورش العمل، وأجاب على بعض الاستفسارات والتساؤلات. وسألته إحدى المشاركات عن انطباعه الشخصي حول دبلوماسيات ألمانيات يرتدين الحجاب. وأجاب الوزير بصراحة عن ذلك قائلا: الحجاب لا يمثل عائقا أساسيا. وعلى المرء ألا يخاف على الإطلاق عندما يكون أحد الممثلين الدبلوماسيين الألمان في آسيا مثلا، لا يوحي مظهره الخارجي بأنه ألماني تقليدي".
لكن الوزير شتاينماير أشار من جانبه كذلك أيضا إلى أن التقديم للوظيفة في الوزارة يتطلب شروط الحصول على مستوى عال من مهارات متعددة، وإتقان تام للغات مختلفة. وفي إجابته على سؤال لإحدى المشاركات حول إمكانية الاستغناء عن إجادة إحدى اللغتين الانكليزية أو الفرنسية، لصالح لغات أجنبية أخرى، رد الوزير قائلا: "عليكِ ألا تعتقدين أننا سنخفض مستوى شروط التقديم للوظيفة"، فمعيار الاختيار صعب وشروطه ذات مستوى عال، "ونأمل ألا نكون مخطئين (بمطالبتنا بذلك)."
بمثل هذه الندوة النقاشية وورش العمل تحضر وزارة الخارجية الأجواء العامة للتهيئة لهذا الحدث والتغيير الكبير، لكن هذه الندوة تثير أيضا الكثير من المخاوف من أثار سلبية وأن الجمهور المستهدف من المواطنين الألمان ذوي الأصول الأجنبية قد يبتعدون عن التقديم للعمل في الوزارة بسبب التخوف من العمل الدبلوماسي النخبوي.
أحمد مياري هو أحد المشاركين في الندوة ويرى أن الخوف هذا مبالغ به. أحمد، والذي يبلغ من العمر 24 عاما وينحدر والداه من فلسطين، يتساءل من جانبه عن معنى عبارة "مواطنون من ذوي أصول أجنبية". ويضيف أحمد مياري قائلا: "أنا برليني وولدت في برلين وأصولي شونبيرغية "، نسبة إلى حي شونبيرغ في برلين. وأشار أحمد إلى أنه لا يخاف من العمل في "بيت النخبة" وتحدث عن إمكانيته للعمل في السلك الدبلوماسي قائلا: "أنا أدرس في معهد اقتصادي دولي وتعلمت في مؤسسات تعليمية دولية مختلفة." وعن الحملة التي تقوم بها وزارة الخارجية لاستقطاب أطفال المهاجرين للعمل فيها يقول أحمد مياري: "الكثير من الشركات تقوم بحملات مشابهة وذلك لإغراض دعائية."
التنوع الثقافي لا يأتي من تلقاء نفسه
وزارة الخارجية الألمانية تعمل على تحسين صورتها لدى الناس، وهنالك الكثير من الدلائل التي تشير إلى جديتها في عمل ذلك. ولكن هل يكفي ذلك ؟ الخبيرة بشؤون المجتمع ياشا- ريبيكا فيلس غير متأكدة (من تلك المسألة) تماما. وقد شاركت الخبيرة فيلس في الندوة التي عقدتها وزارة الخارجية، وأشارت إلى أن الندوة كانت إيجابية جدا. لكن الخبيرة أوضحت أن المواضيع المتعلقة بالإقصاء وبالتنوع تحتاج إلى مرافقة من قبل محترفين بهذه الأمور، وهذا لم تلمسه في تلك الندوة. أضافت فيلس أن "وجهات النظر المتداولة ولفترات طويلة لا يمكن تغييرها ببساطة بقرارات عليا." وهذا يعني أن على موظفي وزارة الخارجية العمل على تغيير مفاهيمهم، وهذا قد لا يمكنهم عمله دون مساعدة، حسبما ترى ياشا- ريبيكا فيلس، الخبيرة بشؤون المجمتع في ألمانيا.