الجمهوريون يسمون رومني مرشحاً للحزب وزوجته تبرز الجانب الإنساني لديه
٢٩ أغسطس ٢٠١٢تبنى الجمهوريون (الثلاثاء 28 أغسطس/ آب) في مدينة تامبا بولاية فلوريدا برنامجاً حكومياً محافظاً يتضمن منع الإجهاض وزواج المثليين، وإلغاء إصلاح النظام الصحي الذي أقره الرئيس باراك أوباما والتشدد تجاه الهجرة غير الشرعية. وجاء في مقدمة البرنامج الحكومي الذي يقع في 62 صفحة وتبناه مندوبو المؤتمر الوطني للجمهوريين بعيد اختيار ميت رومني رسمياً كمرشح لانتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر الرئاسية، "اليوم، الحلم الأميركي في خطر". ودفاعاً عن هذا المشروع، يعد الجمهوريون بالتشدد حيال المهاجرين غير الشرعيين خصوصاً من خلال معارضة "كل شكل من أشكال العفو عن أولئك الذين انتهكوا عمداً القانون ويضرون بأولئك الذين يحترمونه".
وصعد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني بشكل مفاجئ مساء الثلاثاء على منصة المؤتمر العام للجمهوريين في تامبا، حيث قبل زوجته آن بعد دقائق على إلقائها خطاباً مؤثراً أمام آلاف المندوبين الجمهوريين. وأعاد المشهد إلى الذاكرة القبلة الشهيرة بين المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية ال غور وزوجته تيبر خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2000.
وكانت آن رومني قد أنهت لتوها إلقاء خطاب ملفت لاقى إعجاباً كبيراً وهدف إلى اجتذاب أصوات النساء في الحملة الانتخابية وتغليب الجانب الإنساني ولاسيما من خلال توصيف علاقتها بزوجها الذي يواجه انتقادات بأنه بعيد عن الناس وبأنه "متحفظ ومنطوي"، لكن كلمات زوجته جاءت لتناقض ذلك تماماً. وقالت "هذا الرجل لن يفشل"، موجهة نظرها مباشرة باتجاه عدسات الكاميرات بعد شرحها طويلاً لعلاقتها بزوجها خلال سنوات الزواج الطويلة بينهما وحياتها كوالدة لخمسة أبناء.
وفاز ميت رومني كما كان متوقعاً بترشيح الجمهوريين لانتخابات السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الرئاسية لمواجهة باراك أوباما، حيث نال أصوات المندوبين الـ1144 اللازمة من أصل 2286 لكي يصبح مرشح الحزب الجمهوري. ووجه رومني تحية للحاضرين قبل أن يجلس إلى جانب زوجته على المنصة للاستماع إلى آخر خطباء يوم الثلاثاء حاكم نيوجيرزي كريس كريستي.
وكان المؤتمر قد بدأ أعماله الثلاثاء بعزف النشيد الوطني وتلاوة صلاة من أجل الأشخاص المهددين بالإعصار ايزاك الذي ضرب مساء الثلاثاء ولاية لويزيانا (جنوب) والتي لا تزال تتملكها ذكرى إعصار كاترينا عام 2005.
والمؤتمر الذي أعد بدقة بالغة، هدفه الأول تحسين صورة رومني الذي لا يزال يعتبره عدد كبير من الناخبين، شخصاً نخبوياً وبعيداً عن اهتمامات الأميركيين. ورغم أن الأميركيين يعتقدون بان حاكم ماساتشوستس السابق قد يكون أفضل في إنهاض الاقتصاد في البلاد، إلا أنهم لا يكنون المودة لرجل الأعمال السابق هذا الملياردير البالغ من العمر 65 عاماً.
بالمقابل فإن الرئيس باراك أوباما، الذي لم يلتزم بالتقليد المتبع منذ فترة طويلة بأخذ هدنة في الحملة الانتخابية خلال المؤتمر الوطني للحزب المنافس، قام بحملة انتخابية الثلاثاء في أيوا. وأمام حوالي ستة آلاف طالب، قال أوباما ساخراً من الجمهوريين إنهم "سيكون لديهم الكثير من الأمور الرائعة ليقولونها عني! لكن ما لن تسمعونه من جانبهم هو الحديث عن طريق إلى المستقبل يتصدى لصعوبات المرحلة الحالية".
لكن الرئيس الديمقراطي تعرض أيضاً لانتقادات عديدة خلال مؤتمر الجمهوريين الذين لم يتجنبوا انتقاده من على منصة المؤتمر في تامبا على غرار رئيس مجلس النواب جون بوينر الذي أعطى نصيحة واحدة للناخبين وهي "ارموه خارجا!".
رومني يقترب من أوباما في استطلاع للرأي
ويظهر أحدث استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس أجري أمس الثلاثاء اقتراب مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني من الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما في الوقت الذي يبذل فيه رومني جهداً كبيراً الأسبوع الحالي للدعاية لنفسه ورؤيته فيما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة من خلال المؤتمر القومي العام للحزب الجمهوري.
وتقدم أوباما في نتيجة استطلاع الرأي الذي أجري على مدى أربعة أيام على رومني بنقطتين مئويتين بين الناخبين المحتملين بنسبة 45 بالمائة مقابل 43 بالمائة لرومني. وبذلك يضيق الفارق نوعاً ما عما كانت عليه نتيجة الاستطلاع السابق الذي أجري يوم الاثنين عندما كان أوباما متقدما بفارق أربع نقاط.
وأوضحت نتائج استطلاعات أخرى للرأي اشتداد المنافسة بين أوباما ورومني ويعتقد مسؤولو الحملة الانتخابية للجمهوريين أنهم في وضع جيد يمكنهم من التغلب على أوباما في انتخابات الرئاسة المقررة في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
س.ك/ ع.غ (د.ب.أ، رويترز، أ.ف.ب)