الجزائر لن ترد بالمثل على سحب السفير المغربي
٣١ أكتوبر ٢٠١٣قررت الجزائر الخميس (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) إبقاء سفيرها في الرباط يعمل بشكل عادي، وأعربت عن أسفها لقرار المملكة المغربية استدعاء سفيرها "للتشاور"، بعد تصريحات في خطاب تُلي الاثنين باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قمة بابوجا بشأن الصحراء الغربية.
واعتبرت الجزائر قرار الرباط استدعاء سفيرها في الجزائر "غير مبرر"، وقررت عدم مقابلته بالمثل وإبقاء كافة ممثلياتها الدبلوماسية في المملكة تعمل "بشكل عادي"، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وأضاف البيان أن "الجزائر تسجل بأسف قرار الحكومة المغربية المتعلق باستدعاء سفيرها بالجزائر".
واعتبر بيان وزارة الخارجية أن "هذا القرار غير المبرر يمثل تصعيداً في غير محله، يرتكز على حجج مضللة تمس بسيادة الجزائر"، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجزائر ستبقي ممثلياتها الدبلوماسية في المملكة "تعمل بشكل عادي".
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد صرحت على هامش استدعاء سفيرها في الجزائر أن "الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الجاري الرئيس الجزائري لاجتماع بأبوجا، والتي اكتست طابعاً عدائياً للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود".
وتابعت الوزارة: "إن المضمون الاستفزازي المتعمد والعبارات العدائية للغاية التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة، فضلاً عن ذلك، عن أعلى سلطة في البلاد، تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف وتكشف بكل وضوح استراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان".
"جزء من الطبقة السياسية المغربية تهاجم الجزائر"
هذا وردت الجزائر في بيان للخارجية حصلت وكالة فرنس برس على نسخة منه أن "موقف الجزائر المبدئي حول ضرورة استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية لم يتغير البتة وأن الخطاب الذي ألقاه وزير العدل في أبوجا يجدد التأكيد على ثبات هذا الموقف المعروف والذي يحظى أيضا بدعم واسع من الاتحاد الإفريقي والبرلمان الأوروبي".
وأضاف البيان أن "حملة التهجم المتواصلة على الجزائر التي يشنها بعناد جزء من الطبقة السياسية المغربية والتي تناقلتها وضخمتها وسائل الإعلام العمومية لهذا البلد تتنافى وعلاقات الأخوة والتعاون وحسن الجوار التي تربط بين البلدين".
يأتي هذا التوتر بين البلدين مباشرة بعد إنهاء الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، زيارة للمنطقة لإيجاد حل للنزاع في قضية الصحراء الغربية. وقدم روس لمجلس الأمن أمس الأربعاء تقريره حول المسألة الصحراوية مقترحا لإطلاق مفاوضات قائمة على أساس "اتصالات ثنائية غير علنية ومنفردة" بينه وبين طرفي النزاع، المغرب وحركة البوليساريو.
ي.أ/ ف.ي (أ ف ب، د ب ا)