الجزائر تهزم مصر وتتأهل إلى نهائيات مونديال 2010
١٨ نوفمبر ٢٠٠٩في لقاء فاصل ومصيري فاز المنتخب الجزائري على نظيره المصري بهدف يتيم أحرزه يحيى عنتر، المحترف في فريق بوخوم الألماني، في مباراة اتّسمت بالندية والإثارة منذ دقائقها الأولى وحتى صفارة النهاية. بعد بداية حذرة من كلا الفريقين تبادل الفريقان الهجمات التي كان بعضها خطيراً، خاصة في الدقيقة الرابعة عشرة من الشوط الأول حيث نجح حارس مرمى المنتخب المصري في إنقاذ مرماه من كرة خطيرة سددها يحيى عنتر من مسافة قريبة. واستمرت الهجمات المتبادلة للفريقين مع تكافؤ الفرص دون أن ينجح أي منهما في هزّ شباك الآخر.
ومع مرور الوقت ازدادت المباراة خشونة ليُشهر حكم المباراة حتى الدقيقة 26 أربع بطاقات صفراء، اثنتين لمصر والنصف الآخر للاعبيْن جزائريين. وفي الدقيقة 29 أُتيحت فرصة كبيرة للجزائريين من ركلة حرة مباشرة سدّدها نبيل بن حاج، لكن حارس مرمى المنتخب المصري المتألق عصام الحضري نجح في إبعادها عن مرماه لصالح كرة ركنية للجزائر. وبعد دقيقة واحدة أهدر أبو تريكة فرصة جيدة لمصر بعد أن سدد كرة قوية من مسافة 16 متراً مرت بجانب المرمى الجزائري. وبعد دقائق قليلة استطاع حارس مرمى الفريق الأخضر الجزائري فوزي شوشي من إبعاد كرة زاحفة خطيرة سددها أحمد المحمدي من مسافة قريبة.
عنتر يقود الجزائر إلى جنوب إفريقيا
وظلّ مسلسل الفرص الضائعة حتى الدقيقة 40 حيث نجح المدافع الجزائري يحي عنتر في إحراز هدف المباراة الوحيد للجزائر من كرة صاروخية ارتطمت بأسفل العارضة قبل أن تسكن شباك حارس المرمى المصري عصام الحضري. وعزز هذا الهدف من معنويات الجزائريين الذين بدا الارتياح عليهم وأخذوا يتبادلون التمريرات فيما بينهم لتهدئة اللعب. وفي الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول لم يطرأ الكثير لينتهي بتقدم الأخضر الجزائري بهدف لصفر.
وبعد الاستراحة أشرك مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة اللاعبيْن محمد زيدان وحسني عبد ربه في المباراة. وحاول المصريون تكثيف هجومهم على مرمى المنتخب الجزائري، لكن الفرصة الكبيرة الأولى في الشوط الأول كانت لصالح الجزائري غزال الذي سدد كرة رأسية قوية، لكن الحارس المصري الحضري كان لها بالمرصاد. وبعد دقيقة واحدة فقط كاد عماد متعب يُدرك التعادل لفريقه، لكن حارس المرمى الجزائري فوزي شوشي نجح في التصدي لكرته الزاحفة ببراعة منقذاً مرماه من هدف محقق. وفي الدقيقة 71 عاد فوزي شوشي ليُنقذ مرماه مرة أخرى من كرة سددها متعب نفسه من مسافة قريبة. وواصل المصريون سعيهم لتعديل النتيجة ورموا بكل ثقلهم إلى الأمام، ما فسح المجال أمام الجزائريين لشنّ هجمات مرتدة، كان بعضها خطيرا. لكن أياً من لاعبي الفريقين لم ينجح في إيداع الكرة في مرمى أي من لفريقين لتنتهي المباراة بفوز ثمين وصعب للجزائر بهدف وحيد حمل توقيع يحيى عنتر.
لقاء فاصل في ظل أجواء مشحونة
ورافق المواجهتين بين الفريقين، السبت الماضي في القاهرة والأربعاء في السودان أجواء مشحونة بين مشجعي الفريقين. إذ بدأت المواجهة بين البلدين الإفريقيين على شبكة الإنترنت قبل أن يلتقيا على العشب الأخضر في القاهرة. وما زاد من حدة التوتر بين الطرفين هو تعرّض الحافلة التي كانت تُقلّ المنتخب الجزائري من مطار القاهرة إلى الفندق للرشق بالحجارة يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة لاعبين جزائريين. وبعد مباراة السبت في القاهرة وقعت مشاجرات أدت إلى إصابة 20 جزائريا و12 مصريا، وفقاً للبيانات الرسمية المصرية.
وبعد التأكّد من خوض لقاء فاصل في السودان بدأ مشجعو الفريقين بالتوافد إلى العاصمة السودانية الخرطوم التي استضافت اللقاء. وقد خيم التوتر الشديد أجواء الخرطوم قبل المباراة حيث اجتاح آلاف المشجعين المصريين والجزائريين شوارع المدينة التي يقطنها خمسة ملايين نسمة والتي لم تشهد من قبل مثل هذا النوع من اللقاءات الدولية لكرة القدم.
ولتفادي وقوع أي أعمال شغب أو عُنف اتّخذت السلطات الأمنية السودانية إجراءات أمنية مشددة تمثلت في نشر 15 ألف شرطي وُضعوا على أُهبة الاستعداد للتدخل قبل أو أثناء أو بعد المباراة. لكن المباراة انتهت بسلام ودون وقوع أي أعمال تُذكر على المدرجات أو على العشب الأخضر وانتهت بفوز صعب للمنتخب الجزائري الذي ضمن بذلك البطاقة الإفريقية الخامسة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بعد غانا وساحل العاج والكاميرون ونيجيريا. وهذه هي المرة الثانية التي يتأهل فيها المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد عام 1986.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: عبده جميل المخلافي