الجامعات الألمانية تود تقوية حضورها عالميا عبر استقطاب أفضل الأدمغة
٣٠ أغسطس ٢٠٠٩لم تكن الطالبة الإيرانية جامشيد ماير على يقين إذا ما كانت جامعة هايدلبرج الألمانية ستعجبها، فقبل بداية دراستها في هذه الجامعة الألمانية المعروفة العام الماضي لم تسافر دجامشيد خارج بلدها إيران، كما أن الثقافة الألمانية كانت غريبة عليها. لكن جامشيد أرادت استغلال فرصة الدراسة في إحدى أقدم وأعرق الجامعات الألمانية.
واليوم، اندمجت جامشيد في المدينة، التي تقع في جنوب ألمانيا وليس ذلك فحسب، بل وارتبط قلبها بهذه المدينة بحسب كلامها. جامشيد تقول إن "سكان المدينة هنا ودودين وكل شيء يمر بسلام"، حتى أنها تفكر في كتابة رسالة الدكتوراه في ألمانيا، إذا نجحت في الحصول على منحة دراسية.
تبادل ثقافي دولي
الجامعات الألمانية مهتمة بتوفير المناخ الملائم للطلبة الأجانب للدراسة في ألمانيا، ما يسهم في إضفاء لمسة عالمية على الجامعات في ألمانيا بغية الوصول إلى مرتبة جيدة وسط جامعات العالم المعروفة، كما يؤكد كريسيتان تريميه من الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي DAAD، الذي يرى أن "الدراسة والبحث صارا شأنا عالميا للاستفادة من أساليب البحث المختلفة، وفي الوقت ذاته خلق علاقة وطيدة بين الطلبة المتميزين في مجلات معينة وباحثين من شتى أنحاء العالم وبين ألمانيا ".
برامج خاصة للباحثين الأجانب
وتسعى الجامعات الألمانية في السنوات الأخيرة إلى تحسين مستوى التدريس والبحث في كلياتها، حيث بدأت في تطوير برامج ومشاريع مخصصة للطلبة الأجانب في محاولة لاستقطابهم، وهي فكرة تنفذها الجامعات الأمريكية والبريطانية بنجاح منذ عدة سنوات.
وتعد الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي DAAD إحدى الجهات الممولة لتدويل الجامعات الألمانية وهي تقوم بدعم الجامعات سنويا بـ65 مليون يورو لهذا الغرض. ويصف المسئول عن هذه البرامج كريسيتان تريميه هدف هذه البرامج بقوله: "تدويل الجامعات الألمانية يعني من جهة توفير مناخ مناسب للطلبة والباحثين، وفي الوقت ذاته استغلال كل الوسائل التي تجعل من ألمانيا مكانا يجذب الطلبة الأجانب للدراسة ".
بناء شراكات وشبكات تواصل
جامعة هايدلبرج ذات الشهرة العالمية أسست مركزا يتولى رعاية الطلبة والأساتذة الأجانب أطلقت عليه اسم "Welcome Center " في إطار مساعيها لتوفير مناخ أكاديمي دولي لهذه النخبة الأكاديمية. ونظرا لاهتمامها باجتذاب أساتذة مشهورين من خارج ألمانيا وضعت جامعة هايدلبرج برنامجا يتيح للعديد منهم التدريس في الجامعة الألمانية لمدة ثلاثة أشهر كاملة كل عام وذلك على مدى خمس سنوات.
وعلاوة على ذلك خصصت جامعة هايدلبرج مكتباً في نيويورك للتواصل بين الباحثين الأمريكيين والألمان ودعم سبل التعاون القائمة بين الجانبين، وذلك من أجل تسويق اسم الجامعة الألمانية العريقة داخل الولايات المتحدة بغرض استقطاب أفضل العقول والباحثين إلى هايدلبرج وتأسيس شبكة للتواصل بيت الباحثين والجامعات الأمريكية.
الكاتبة.: أنا ألميلنيج/هبة الله إسماعيل
مراجعة: لؤي المدهون