احتجاجات طلابية للمطالبة بتحسين النظام التعليمي في ألمانيا
١٨ يونيو ٢٠٠٩تشهد المدن الألمانية منذ مطلع هذا الأسبوع احتجاجات واسعة على النظام التعليمي في البلاد، إذ خرج أكثر من 100 ألف طالب جامعي وتلميذ ومدرس إلى الشوارع في مختلف المدن الألمانية يوم أمس الأربعاء في مظاهرات كبيرة. حمل فيها المحتجون لافتات كتب عليها عبارات مختلفة مطالبين بتحسين مستوى التعليم وزيادة تمويل القطاع التعليمي. وأغلق المحتجون مداخل مباني الجامعات واحتلوا المكاتب الإدارية في مختلف المدن الألمانية مثل برلين وميونخ وهايدلبيرغ، أما ساحة الحرم الجامعي في مدينة كولونيا فقد تحولت إلى بقعة صفراء ملطخة باللون الأسود. ويعود تنسيق هذه الألوان إلى توحد المتظاهرين في مدينة كولونيا في ملابسهم إذ ارتدى جميع المحتجين قمصان صفراء كتب عليها باللون الأسود "إضراب طلابي في مختلف أنحاء ألمانيا".
ويرى مالتا وهو شاب يدرس في مجال إعداد المدرسين وأحد المشاركين في المظاهرات في مدينة كولونيا أن النقص في أعداد المدرسين وعدم توفر الأماكن المناسبة والكافية للطلبة في الجامعات بات كبيراً. ويضيف بالقول:" في قاعات المحاضرات هناك نقص حاد في الأماكن نحن نجلس على الأرض ونتبلل من الأمطار في الشتاء، فجميع المباني قديمة وغير مصانة"، أما مشاركة مارلين جيسك من جامعة بوتسدام في هذه المظاهرات فيعود إلى شعورها بأنها لا تحصل على تعليم جيد بسبب نقص التمويل. وتضيف بالقول: "أنا هنا لأني لا أتعلم أي شيء بالفعل في جامعتي، ليس هناك نقود للكتب، وهناك نقص كبير في المدرسين"
قلة التمويل وسوء توزيعه يزيد مشاكل نظام التعليم
ودعا إلى تنظيم هذه المظاهرات حوالي 200 مؤسسة تعليمية ونقابة ومنظمة اجتماعية، ولم تقتصر مطالب منظمو هذا الإضراب على تحسين وضع مباني المؤسسات التعليمية وسد النقص الهائل في أعداد المدرسين فقط، بل على تحسين النظام التعليم في ألمانيا. وفي هذا السياق كريستان بول رئيس اتحاد الطلاب في جامعة كولونيا إن نظام التعليم في ألمانيا لا زال يتمركز في المراتب الأخيرة من حيث المستوى التعليمي حسب ما أظهرته الدراسة الدولية لتقييم الطلاب( بيزا )، كما وشهادات البكالوريوس لم تصل حتى الآن إلى المستوى الدولي المطلوب. ويرى كريستان الذي يترأس المسيرة الاحتجاجية حاملاً معه مكبراً للصوت، أن زيادة التمويل في القطاع التعليمي سيساهم جزئياً في حل المشكلة، ومن المهم تأمين الدخول المجاني للطلبة إلى الجامعات أو زيادة مشاركة الطلاب في إدارة الجامعة.
زيادة فرص التعليم للتغلب على الأزمة الاقتصادية
وبالرغم من الجدية التي اتسمت بها مطالب المتظاهرين، إلا أن الأشكال الهزلية التنكرية التي ظهر بها المحتجين أضفت روح الدعابة على المظاهرات في مدينة كولونيا، حيث قام بعض الشباب المحتجين على نظام البكالوريس بصنع أشكال شريرة من الورق المقوى تصف نظام التدريس الألماني الذي يجعل من الطلبة أداة منفذة فقط، كما يرى أحد المتظاهرين حيث يقول: "يتم رسم جميع الخطط التي يجب إتباعها للدارسة وعلينا بذل أكبر جهد من أجل إنهاء الدراسة بشكل أسرع وهذا ما يشعرنا بأننا جهاز روبرت".
أما كلاوس فقد قام بارتداء بدلة بيضاء وقبعة من طراز باناما، وراح ينظر بطريقة فوقية ممثلاً موقف الحكومة من التعليم، ويقول:" أنا أرى أن التعليم مخصص للأغنياء فقط، وعلينا أن نبيع هذا العلم، إضافة إلى أن التعليم لم يعد حقاً من حقوق الإنسان". أما دافيد، وهو أحد طلاب كلية الطب، فيرى أن هذا الأمر سواء، حيث يقول: "التعليم والمعرفة هي المفتاح لمعظم المشاكل، وزيادة عدد الأشخاص المتعلمين في ألمانيا هو وسيلة جيدة للخروج من الأزمة الاقتصادية". يُذكر أن حوالي 5000 طالب وتلميذ قد شارك في احتجاجات مدينة كولونيا وحدها.
الكاتب: بنيامين باردين/ دالين صالحية
تحرير: عماد م. غانم