Revolten Arabische Welt
٣ أبريل ٢٠١١عندما أسقطت الانتفاضات الشعبية أوائل الحكام المستبدين في كل من تونس ومصر اتسمت ردود فعل العالم الغربي بالحيرة والبلبلة. وفي المقابل لم يتقبل المعنيون بالأمر والمراقبون الحذر والتردد اللذين اعتمدا من جانب الحكومات الأوروبية. لكن مدير مؤسسة العلوم والسياسة في برلين فولكر بيرتس أظهر تفهما لمواقفها، مشيرا إلى أن العالم الغربي "ارتكب في الماضي أخطاء عديدة في العالم العربي، لذا من الصحيح أن لا يحاول من هنا تحديد من هو الرابح". وبغض النظر عن ذلك يرى بيرتس ضرورة أن تدعم أوروبا لاحقا "التحولات الناجحة" الحاصلة حاليا في الدول العربية.
الانجازات الديمقراطية لا تزال في خطر
وفي رأي الصحافي التونسي نور الدين بن رجب لا يمكن الحديث بعد عن "تحولات ناجحة" في العالم العربي. ويعتقد أن خطر "الثورة المضادة" لا يزال قائما بالفعل لافتا إلى أن التطورات الجارية في ليبيا واليمن وسورية تُظهر إلى أي مدى أنظمتها مستعدة لاستخدام العنف حفاظا على حكمها.
ورغم ذلك يقرّ بن رجب بأن من الخطأ اعتماد موقف شديد التشاؤم، مشيرا إلى أنه سيكون الأمر وخيما لو تم النظر إلى هذه الثورات وكأنها ستفشل منذ بدايتها، ومضيفا أن العملية قد تطول لأشهر عدة أو لبضع سنوات. لكن الأهم في رأيه هو إبقاء الوعي إزاءها في حالة يقظة انطلاقا من حتمية حصول التغيّرات السياسية.
"انفتاح على جميع الأطراف"
ويعتقد بن رجب أن لا نقاش حول ضرورة انفتاح نظام ديمقراطي حقيقي على كل التيارات الموجودة بما في ذلك أمام الحرس القديم للنظام والحركات الإسلامية.
ووافقت المؤرخة والفنانة المصرية هدى لطفي على كلام بن رجب، منتقدة الاعتقاد السائد في الغرب بأن الإسلام والديمقراطية يتناقضان. وأضافت: "لا يمكن القول بأن المسلمين مجموعة منغلقة وعمياء وغير قادرة على تغيير نفسها، فقط لأن الأمر يتعلق هنا بالإسلام". وتابعت أن على المرء الانطلاق من حقيقة أن المسلمين سيلعبون في الفترة القادمة دورا ديناميكا في السياسة ".
ويتخوف العديد من الأوروبيين والأميركيين من إمكان وصول إسلاميين متشددين إلى الحكم، لكن خبير الشرق الأوسط بيرتس لا يرى سببا يدعو إلى ذلك في حال قامت حكومات عربية منتخبة بطريقة حرة وتعاملت الأنظمة الجديدة مع الدول الغربية من خلال ثقة أكبر بالنفس على خلفية شرعيتها الديمقراطية.
وأضاف بيرتس أن على المرء "أن لا يقلق كثيرا، وأن ينفتح على جميع الأطراف السياسية في المنطقة"، وهو ما سيدفع هذه الأطراف السياسية العربية إلى التعامل بالمثل مع الدول الغربية.
بشير عمرون/اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي