البيت الأبيض قلق من الوضع في سوريا والحريري يهاجم حزب الله
١٣ يونيو ٢٠١٣
قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني اليوم الخميس (13 يونيو/حزيران) إن الرئيس باراك أوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سوريا بقلق وسيتخذ أي قرار بشأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وقال كارني للصحفيين: "الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سوريا".
وأضاف بالقول: "الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضاً لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات إضافية في سوريا.. وتتواصل هذه العملية". وتابع بالقول: "بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سوريا بما يحقق أفضل مصالح الولايات المتحدة".
ميدانياً تعرض مطار دمشق للقصف اليوم الخميس، في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة أن عدد القتلى في سوريا تجاوز في أكثر من سنتين الـ93 ألفا، داعية الطرفين المتقاتلين إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وفي مواجهة النجاحات التي حققها الجيش السوري أخيراً على الأرض، يعقد السبت اجتماع في اسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية ورئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، وذلك على خلفية جدل داخل الدول الغربية حول تسليح المعارضة لإيجاد توازن مع قوات النظام.
ورغم هذا الاختلال في التوازن، تمكن مقاتلو المعارضة اليوم من تحقيق نقاط لصالحهم عبر قصف مطار دمشق والاستيلاء على مقر سرية عسكرية في ريف حماة. وأعلن وزير النقل السوري محمود إبراهيم سعيد "أن قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبة من المدرج ما أدى إلى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت وتأخير إقلاع طائرة سورية إلى بغداد، ولم يصب أي منها ومن ركابها بأذى". وأشار إلى أن "قذيفة أخرى سقطت قرب أحد المستودعات، ما أدى إلى سقوط زجاج وإصابة عامل". واتهم "إرهابيين" بإطلاق القذيفتين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن "مقاتلين من الكتائب المقاتلة استهدفوا مطار دمشق الدولي بثلاثة صواريخ محلية الصنع". وأعلن مقاتلون معارضون مراراً استهداف مطار دمشق، لكن نادراً ما أفيد عن سقوط قذائف داخله. واستولى مقاتلو المعارضة فجراً على مركز سرية في الجيش السوري في بلدة مورك الإستراتيجية الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي بعد معارك عنيفة، حسب المرصد السوري.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن مورك تقع "على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر إلزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلى حلب والى خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب) وصولا إلى جنوب معرة النعمان".
وفي حمص (وسط)، قال المرصد إن القوات النظامية ومقاتلي ميليشيا حزب الله اللبنانية "اقتحموا قرية الحسينية" في ريف حمص الجنوبي، مشيراً إلى "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين"، والى "استمرار ملاحقة هذه القوات لمقاتلي المعارضة" في كل مكان يختبئون فيه.
سعد الحريري: حزب الله "يجر لبنان إلى مشروع تدميري"
وفي لبنان سقطت أربعة صواريخ الليلة الماضية أطلقت من سوريا على مناطق تتمتع فيها ميليشيا حزب الله بنفوذ كبير في البقاع (شرق)، حسبما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس. ومنذ الكشف عن مشاركة الميليشيا في المعارك في سوريا، يتكرر سقوط الصواريخ على هذه المنطقة.
وقد شن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري اليوم الخميس هجوماً لاذعاً على حزب الله متهماً إياه بجر لبنان إلى "مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك" بسبب تورطه في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في سوريا وما يتسبب به ذلك من فرز مذهبي وتوترات أمنية متنقلة في لبنان.
وقال الحريري في بيان وزعه مكتبه الإعلامي على وسائل الإعلام "إن أقل ما يمكن أن يقال في المشروع الذي يأخذ حزب الله لبنان إليه، إنه مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديمقراطي ووحدة الطوائف الإسلامية".
وأضاف متوجها إلى اللبنانيين أن "وطننا في خطر"، و"المنابع الحقيقية للخطر" تكمن في تحول الحزب إلى "قوة عسكرية وأمنية تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام"، وصولاً "إلى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود اللبنانية من خلال نقل آلاف المقاتلين المزودين بالآليات والسلاح المدفعي إلى الداخل السوري، على مرأى من السلطات اللبنانية الرسمية وأجهزتها الأمنية والعسكرية". واعتبر أن "حزب الله يضع المصير الوطني مرة أخرى أمام منعطف خطير"، مضيفاً "لقد افسد حزب الله الحياة الوطنية والعلاقات الأخوية بين اللبنانيين بما فيها العلاقات بين السنة والشيعة، و(...) العلاقات بين لبنان والدول العربية وكشف مصالح اللبنانيين على ارتدادات اقتصادية ومالية وسياسية، وعلاقات لبنان مع المجتمع الدولي الذي لا تخلو أخباره يوميا من ذكر الحزب وأنشطته غير القانونية والإرهابية".
ورأى الحريري أن السبب في كل ذلك يعود إلى الفشل في إيجاد حل لترسانة حزب الله، وبدا متشائماً من إمكان التوصل إلى حل. ويطالب الحريري، ابرز زعماء الطائفة السنية في لبنان مع حلفائه في قوى 14 آذار، بوضع سلاح الحزب الشيعي في تصرف الدولة. واعتبر الحريري أن "الركون إلى مشروع حزب الله بهذا الشكل يعني بكل بساطة، أنه لن تقوم أي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الأيام"، موضحاً أن الدولة اللبنانية ستبقى رهينة الحزب ومن فوقه إيران.
م. أ. م/ ع.غ (أ ف ب، رويترز)