البنتاغون يهدد بملاحقة عسكري يقدم رواية مختلفة عن مقتل بن لادن
٣١ أغسطس ٢٠١٢هددت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بملاحقة مؤلف عسكري سابق في القوات الخاصة بالبحرية الأميركية بسبب ما قالت إنه إفشاء معلومات سرية في كتاب يسرد فيه تفاصيل الغارة التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال كبير قانونيي البنتاغون جيه جونسون في رسالة حصلت بعض وكالات الأنباء على نسخة منها إن العسكري انتهك وعده بالتزام السرية عبر نشر رواية العملية التي شارك فيها. وأضاف أن الوزارة "تنوي ملاحقته وملاحقة كل الذين يتعاونون معه بكل الوسائل القانونية المتاحة". ومن المقرر صدور الكتاب المعنون "يوم ليس سهلا No Easy Day" في الرابع من أيلول/ سبتمبر المقبل.
ومؤلف الكتاب الذي يكتب تحت اسم مستعار هو مارك أوين، عضو في مجموعة "تيم 6" للقوات الخاصة في البحرية الأميركية التي قامت بتصفية زعيم القاعدة في مطلع أيار/ مايو 2011. وتختلف بعض العناصر التي يوردها أوين في الكتاب عن التفاصيل التي سربتها إدارة الرئيس باراك أوباما منذ العملية التي جرت في منزل في مدينة أبوت آباد الباكستانية. وكانت الرواية الرسمية تقول في البداية أن بن لادن قاوم وقتل في غرفته، لكنها عادت واعترفت بعد ذلك بأنه كان أعزل.
رواية مختلفة قد تحرج إدارة الرئيس أوباما
#b#ويقدم أوين رواية مختلفة عن الرواية الرسمية وقد تحرج إدارة الرئيس أوباما في هذه الفترة الانتخابية الحساسة. إذ يقول أوين إن أسامة بن لادن لم يقتل في غرفته. فهو يؤكد أن بن لادن، الذي أصيب في الرأس، تم القضاء عليه بعدة رصاصات في الصدر وأن أحد أفراد المجموعة الأميركية الخاصة اضطر للجلوس على صدر جثته في المروحية التي أعادتها إلى الولايات المتحدة نظرا لضيق المكان.
وفي الرسالة يذكر جيه جونسون، كبير قانونيي البنتاغون، المؤلف مارك أوين بواجبه "عدم الكشف أبدا" عن معلومات سرية، مؤكدا أن هذا الواجب "يستمر حتى بعد انتهاء خدمته الفعلية". ويشير إلى أن العسكري وقع هذا التعهد في 24 كانون الثاني/ يناير 2007 وغادر الجيش في 20 نيسان/ أبريل 2012. ويذكر جونسون بأن أي أرباح يحققها كشف معلومات سرية يجب أن تدفع للبنتاغون. ويتابع أن بعض نسخ الكتاب نشرت قبل أسبوع من الموعد المحدد لصدور الكتاب، محذرا من أن "توزيع المزيد من نسخ الكتاب سيزيد خطورة مخالفته وانتهاكه لاتفاقاتنا".
ولا توضح الرسالة ما إذا كان الكتاب يكشف أي أسرار يمكن أن تعرض حياة عسكريين للخطر، لكنها تشير إلى أن العسكري خالف تعهداته بعدم عرضه الكتاب على العسكريين. فخلافا للقواعد المفروضة على العسكريين، لم يعرض الكتاب على وزارة الدفاع الأميركية ولا على جهاز المخابرات المركزية الأمريكية السي آي إيه قبل نشره للتأكد من عدم احتوائه على معلومات سرية.
يشار إلى أن كبار القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات في كل تفاصيل الكتاب في الأيام الماضية، إلا أنهم لم يشيروا خلال اجتماع لهم في وقت سابق إلى أي أسرار كشفها أوين. وتؤكد دار النشر التي تأمل في أن يتصدر الكتاب لائحة افصل المبيعات بعد طبعها 300 ألف نسخة منه، أنها عرضته على "محام سابق للقوات الخاصة" للتأكد من الأمر.
أ.ح/ ط. أ. (أ ف ب، رويترز)