"حارس" بن لادن في بوخوم والسلطات الألمانية تحاول ترحيله
٩ أغسطس ٢٠١٢يعيش التونسي سامي-أ في مدينة بوخوم بغرب ألمانيا منذ ثمانية أعوام لكن الرجل التونسي البالغ من العمر 36 عاما ليس كأي أجنبي عادي في ألمانيا فالسلطات ترجح أنه عمل في السابق كحارس شخصي لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وتحاول منذ سنوات ترحيله خارج أراضيها لكن دون فائدة.
يقول رئيس هيئة حماية الدستور المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا التي يعيش فيها سامي مع أسرته :"نصنف سامي كواعظ يشكل مصدر خطورة" كما قام الإدعاء العام بتحريات ضد سامي.
وكانت السلطات تشك في البداية في إمكانية انتماء سامي لما يطلق عليه "تنظيم إرهابي أجنبي" لكن التحريات حول هذا الموضوع توقفت في أيار/مايو 2007 لعدم كافية الأدلة. وقال المتحدث باسم الإدعاء العام في كارلسروه لـ DW:"لم يتم التوصل لأدلة كافية تشير إلى مخالفة قانونية تقع ضمن اختصاصات الإدعاء العام بحق هذا الشخص".
وتتحدث تقارير صحفية عن نشاط سامي في مساجد مدينة بوخوم وترويجه لفكرة الجهاد بين شباب مسلمين علاوة على مشاركته في تجنيد اثنين من أعضاء ما عرف في ألمانيا بـ"خلية دوسلدورف".
نشر الفكر المتشدد بين الشباب
وفقا لمعلومات مجموعة "دبليو. إيه. زد" الإعلامية الألمانية فقد شارك سامي في إعداد شابين/21 و 28 عاما/ يخضعان حاليا للمحاكمة بتهمة التخطيط لتفجير في ألمانيا.
ويشير ملف القضية إلى أن الشابين خططا لإشعال قنبلة وسط أحد التجمعات بهدف "نشر الخوف والرعب في ألمانيا". لكن المتحدث باسم الإدعاء العام أوضح أن سامي لم يقم بتجنيد "خلية دوسلدورف" إذ تشير الأدلة إلى تورط شخص آخر في هذا العمل.
وانتشر مؤخرا على شبكة الإنترنت تسجيل مصور لسامي في إحدى خطبه التي كان يتحدث فيها عن أن غير المؤمنين في أي عائلة لا يجب أن يكونوا جزءا منها. وعرضت شبكة "دبليو دي أر" الألمانية التسجيل المصور قبل أن تبدأ وسائل إعلام أخرى في الانتباه إليه ومحاولة التوصل إلى معلومات أكثر عن الموضوع. لكن الفيديو رفع من شبكة الإنترنت "بناء على طلب المستخدم" كما يشير موقع "يوتيوب".
ثغرات في المساجد
يعد سامي شخصية معروفة بين الكثير من المسلمين في مدينة بوخوم. وقالت مصادر من "مسجد خالد" الواقع في أحد أحياء المدينة ، إنه لا يسمح لسامي بالوعظ داخل المسجد بسبب آرائه المتشددة لكن المصادر أقرت في الوقت نفسه بأن أحد عناصر "خلية دوسلدورف" سبق وزار المسجد . وإذا تأكدت السلطات من تورط سامي في تجنيد هذا الشاب بأي شكل من الأشكال فستصدر على الفور قرارا بوضعه رهن الإقامة الجبرية.
وورد اسم "مسجد خالد" في وسائل الإعلام كثيرا في الماضي ، خاصة بعد أن تبين أن أحد المشتبه في تورطهم في هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 سبق وزار هذا المسجد.
لكن هل اجتذاب مدينة بوخوم لعناصر متطرفة هو من قبيل الصدفة؟ يجيب شتيفان رايشموت أستاذ العلوم الإسلامية والشرقية بجامعة بوخوم على هذا السؤال قائلا ، إن المدينة تعد مركزا للاجئين السياسيين من دول إسلامية منذ سبعينات القرن الماضي. ويشير رايشموت إلى وجود ثغرات في المساجد يمكن من خلالها لأصحاب الأفكار المتطرفة نشر أفكارهم دون رقابة. ويوضح:"الشخص لاسيما العربي ، الذي يقوم بتحفيظ القرآن أو إلقاء المواعظ يصبح صاحب كلمة مسموعة بسرعة".
وحاولت مدينة بوخوم ترحيل سامي إلى تونس لكن المحكمة الإدارية في مدينة جيلزينكيرشن منعت الترحيل إذ أن سامي متزوج من امرأة ألمانية وله منها ثلاثة أبناء. لكن مدينة بوخوم تقدمت بطعن ستنظر فيه المحكمة الإدارية العليا في مونستر لتحدد مصير سامي وما إذا كان سيبقى في ألمانيا أم يرحل إلى تونس.
آرند ريكمان/ ابتسام فوزي
مراجعة : يوسف بوفيجلين