Plastik bio
١٨ يوليو ٢٠١١االبلاستيك أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وبالرغم من الوعي المتزايد بالمخاطر البيئية، لازال البلاستيك يلعب في حياتنا المعاصرة دورا متزايد الأهمية. وعادة ما يتم تصنيع البلاستيك من مواد تستخلص من النفط، حيث أن ما يقدر بنحو أربعة في المائة من الإمدادات العالمية من النفط الخام تستعمل في تصنيع مواد بلاستيكية. وهذا له خطورة كبيرة على البيئة، حيث أن إنتاج كل كيلوغرام من البلاستيك، يضخ ما يعادل ست كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وإذا أخذنا تضاؤل الاحتياطيات النفطية بعين الاعتبار، فمن السهل تفسير النجاح الذي عرفه استعمال الطاقات البديلة في السنوات الأخيرة. وهذا ينطبق أيضا على صناعة المواد البلاستيكية عامة، وخصوصا في صناعة التعبئة والتغليف.
وعي متزايد بطبيعة المنتجات
المنتجات البلاستيكية العضوية الصنع يتم استخلاصها من مواد نباتية، مثل قصب السكر والذرة والقمح أو البطاطا، وكذا من الزيت النباتي. هذه المواد الأولية تستعمل مثلا في صناعة أغلفة الهاتف الخلوي، والأحذية وحفاظات الأطفال، وأكياس التسوق، وكذا العديد من الأواني المنزلية. وهكذا فإن المنتجات العضوية الصنع أصبحت منافسا وبديلا مهما للمنتجات الأخرى.
أما الخبراء فيرون أن هذه الظاهرة هي نموذج للطلب المتزايد على المنتجات الطبيعية والعضوية الصنع، فهذه الطفرة أو الاهتمام الكبير بدأ في مجال الأغذية العضوية في السنوات الأخيرة. واليوم أصبح الوعي أكثر بأهمية مصدر المواد وكيفية تصنيعها. وفي هذا الإطار يقول" نوربرت فوويل" ، المتحدث باسم شركة "دوالس سيستيم" لإعادة تصنيع النفايات النباتية "إنه أصبح من المهم للمستهلك أن يعرف أنه يشتري الخضار العضوية من السوبر ماركت في حاويات عضوية الصنع أيضا، بدلا عن الحاويات البلاستيكية التقليدية".
سوق واعد ومغري
وكرد فعل على هذه الموجة الجديدة، وخاصة في صناعة المواد البلاستيكية، قامت العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال باستثمار الملايين لتشجيع البحث العلمي من أجل اكتشاف طرق جديد للإنتاج، تراعي حاجيات المستهلك واهتماماته. ومن أهم الفاعلين في هذا المجال، مجموعة شركات الزراعة الأمريكية" كارغيل" والشركة الإيطالية"نوفامنت" وكذا الشركة الألمانية" ب أ س ف" إحدى الشركات الكبرى في صناعة المواد الكيماوية. وهناك العديد من المنتجات البلاستيكية في الأسواق الكبرى مثل "فال مارت" المصنعة من الذرة أو مواد نباتية أخرى.
وتعتبر البرازيل من الدول الرائدة في ما يخص سوق المنتجات البلاستيكية العضوية الصنع. فالبرازيل معروفة عالميا في إنتاج السكر، وتستغل مجموعة شركات النفط "براسكيم" العرض الكبير لقصب السكر لتستعمله في إنتاج مواد بلاستيكية عضوية.
جدل حول بيئية التصنيع
هناك الكثير من الأسئلة المطروحة حول كيفية تصنيع البلاستيك العضوي أو بالأحرى مدى احترام المعايير البيئية، خصوصا أنه كان هناك جدل كبير حول ما يسمى بالوقود الحيوي، الذي يصنع على حساب تدمير العديد من الغابات والأراضي الزراعية. وهناك أيضا مثال حي على ذلك يتجلى في تخريب غابات كثيرة في جنوب شرق آسيا من أجل إنشاء حقول للنخيل، والهدف من ذلك كان هو الحصول على زيت النخيل المرتفعة الثمن.
لكن هناك بعض الشركات الصغرى التي تأخذ هذه التخوفات بعين الاعتبار، وتحاول البحث عن سبل جديدة تراعي حماية الغابات والحقول الزراعية خاصة والمعايير البيئية عامة. هناك مثلا مشروع ألماني برازيلي في مؤسسة "كليماتيك" في البرازيل لتصنيع البلاستيك من الفضلات والنفايات التي تخلفها مصانع قصب السكر، كما أن هناك بحوث و ابتكارات جديدة تسعى لتوظيف تقنيات حديثة لإنتاج البلاستيك العضوي في مجالات اقتصادية كبرى مثل صناعة السيارات.
أما بعض الخبراء فيؤكدون على أن هذا النوع من التصنيع يساعد على تقليص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، و بالتالي إبطاء وتيرة التحولات المناخية المضرة بالبيئة. وبهذا فإن البلاستيك العضوي له مستقبل كبديل للبلاستيك العادي، حيث أنه يحتاج إلى طاقة أقل في التصنيع كما أنه لا يحوي مواد سامة. لكن لابد من إجراء دراسات جديدة تؤكد هذا الطرح، هذا ما يراه أيضا " غيرهارد كوتشيك" من المكتب الفدرالي الألماني للبيئة، حيث يقول:" تصنيع البلاستيك من مواد نباتية أو طاقات متجددة لا يعني أنه يراعي المعايير البيئية، لا بد من متابعة كل مراحل التصنيع، عندها يمكن الحكم بمدى بيئية المنتجات مقارنة مع البلاستيك المصنع من المواد النفطية".
وبالرغم من هذا الجدل القائم، يضل الإقبال على البلاستيك العضوي متزايدا، وتضل الشركات المصنعة لهذا النوع من البلاستيك تستفيد من هذه الموجة الجديدة.
سونيا فالنكار/ أمين بنضريف
مراجعة: عبده جميل المخلافي