البحرين تتهم المعارضة الشيعية بتنفيذ مخطط إرهابي
٥ سبتمبر ٢٠١٠قال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، إن السلطات البحرينية مازالت تواصل حتى هذه اللحظة حملة الاعتقالات التي بدأتها يوم أمس السبت (الرابع من سبتمبر/ أيلول 2010). وأضاف رجب في حوار مع دويتشه فيله من البحرين أن حملة الاعتقالات تستهدف "شخصيات من المعارضة السياسية السلمية"، مشيرا إلى أن نحو 250 شخصا تم إلقاء القبض عليهم.
وتابع رجب أن "المضايقات والتحرشات تطال حتى شخصيات سياسية ودينية كبيرة ومعروفة". وكشف رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان المحظور، أن البحرين "تعيش حاليا في حالة شبه طوارئ وأن قوات الأمن والجيش منتشرة في كل مكان".
"إحباط مخطط إرهابي"
وكانت السلطات البحرينية قد أعلنت يوم أمس أنها فككت شبكة سرية وأحبطت "مخططات إرهابية لهذه الشبكة تستهدف المساس بالأمن الوطني وتقويض الوحدة الوطنية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة"، وفق ما نشرته وكالة أنباء البحرين الرسمية. ووجهت اتهامات لـ 23 معارضا شيعيا بتدبير مؤامرة تهدف إلى "تغيير نظام الحكم بوسائل غير مشروعة"، بينهم اثنان في الخارج.
لكن نبيل رجب، الذي يتوقع أن يعتقل هو شخصيا في أي لحظة، أكد أن المعتقلين ينتمون إلى المعارضة السياسية "السلمية"، متهما السلطات البحرينية بـ"الفشل" في التعامل مع ملفات داخلية كثيرة وفي تفريغ حالة الاحتقان الداخلي، لذلك لجأت "إلى افتعال مثل هذه المسرحية". وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان إن السلطات تهدف من وراء حملة الاعتقالات هذه تحقيق عدة أهداف منها "تلقين المعارضة درساً" قاسيا قبيل الانتخاب القادمة وتوجيه رسالة إلى الخارج بغرض عمل ترتيبات إقليمية معينة".
مغزى التوقيت ولماذا المعارضة الشيعية بالذات؟
وردا على سؤال حول التوقيت وما إذا كانت المعارضة الشيعية بالذات هي المستهدفة، نظرا لأن جل المعتقلين هم من الشيعة، قال رجب لدويتشه فيله "لاشك أنه يتم ممارسة كل أنواع التمييز ضد الشيعة في البحرين، لكن توقيت حملة الاعتقالات في هذا الوقت بالذات، قبيل الانتخابات، الهدف منه الحيلولة دون مشاركة الشيعة في الانتخابات". وأشار رجب إلى أن المعارضة الشيعية خصوصا والإسلامية عموما تتمتع بثقل انتخابي كبير في البلاد، ومن ثم سيكون لها تأثير في البرلمان القادم كما هو الحال في البرلمان الحالي، وهو ما تسعى السلطة إلى منع حدوثه.
يذكر أن هذه التطورات قد جاءت بينما تستعد البحرين لإجراء انتخابات تشريعية وبلدية في 23 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قولهم إن هذه الاعتقالات هي محاولة فيما يبدو للضغط على المعارضة لتخفيف الاحتجاجات قبل الانتخابات. فيما يقول محللون آخرون إلى أن الاعتقالات ربما تكون علامة على نهاية عملية إصلاح أطلقها عاهل البحرين منذ نحو عقد بعدها تراجعت اضطرابات الشيعة في التسعينات. إلا أن ملك البحرين ألقى كلمة مساء اليوم الأحد شدد فيها على مواصلة "برنامجه الإصلاحي".
وشهدت البحرين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حالات اعتقال لمعارضين شيعة ورجال دين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان بتهم "دعوات تحريض لاستخدام العنف والقيام بأعمال إرهابية واستغلال دور العبادة لغير ما خصص لها والمساس بالثوابت الوطنية". وعبرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها من هذه الاعتقالات وحثت البحرين على التحقيق في اتهامات بعض ناشطي المعارضة بأنهم تعرضوا للتعذيب أثناء اعتقالهم.
عبده جميل المخلافي
مراجعة: أحمد حسو