البحرين: الثقة لا تزال مفقودة والبديل حرب أهلية

بدعوة من العائلة المالكة في البحرين تجمع عدة آلاف من المواطنين السنّة أمام مسجد الفاتح في المنامة، أكبر مساجد البلاد، لتأييد العائلة المالكة تحت شعار "تجمع الوحدة الوطنية".

"السنّة والشيعة عاشوا دائما سوية، ولا نريد حربا أهلية"

وقال أحد المتظاهرين وسط هتافات التأييد للحكومة والملك حمد بن عيسى آل خليفة: "نحن ندعم حكومتنا وندعم ملكنا ضد أي تدخل من الخارج. ويتوجب على الشيعة والسنّة هنا في البحرين العيش سوية لأننا أخوان". وأضاف: "عاش البحرينيون سوية منذ أيام آبائنا وأجدادنا فلماذا يحصل هذا الآن" موجها أصبعه إلى دوار اللؤلؤ.

وتحوّل دوار اللؤلؤ من جديد إلى مخيم للمعارضة بعد أن سحبت الحكومة الجيش والقوى الأمنية التي قامت بطرد المعارضين الذين احتلوه بقوة السلاح، ما أوقع قتلى وجرحى بينهم أدى إلى توتر كبير في البلاد. وتحوّل الدوار في اليومين الماضيين إلى مدينة خيم لأنصار المعارضة الشيعية الذين يمضون لياليهم فيها. وهذا يُظهر أن مظاهرة المؤيدين للحكومة والملك تشير إلى أن العائلة المالكة لا تريد ترك الشارع للمعارضة وحدها.

وتابع المتظاهر بالقول: "ارتكبت الحكومة خطأ ما وهي ستصحّحه، ونحن أيّدنا دائما مطالب الآخرين، ولكن بعد أن وصلت مطالبهم إلى حدّ غير معقول علينا أن نقول لهم: توقفوا عند هذا الحدّ لأننا نريد الحفاظ على وحدتنا، ونحن لا نريد حربا أهلية".

ولي العهد: هناك مطالب محقّة وسأسعى لبناء الثقة

وكان ولي العهد الشيخ سلمان دعا الجميع في 19 من الشهر الجاري للبدء بحوار وطني، وأعاد الجيش إلى ثكناته. واعترف في مقابلات أجريت معه بأنه يعتبر بعض شكاوى البحرينيين الشيعة محقة، خاصة ما يتعلق بتوفير فرص العمل والسكن والمساواة.

وفي مقابلته مع محطة "سي إن إن" التلفزيونية الأميركية قال ولي العهد: "يتمثّل دوري اليوم في العمل على نزع فتيل التوتر في البلاد والانفتاح على جميع الأحزاب السياسية، والسعي إلى بناء الثقة في مختلف المجالات".

لكن المعارضة في البحرين تتوجّس من فخ، ومن أن تكون العائلة المالكة تسعى لأن يكون الحوار الوطني هدفا بحدّ ذاته، وأن تلعب بالتالي على الوقت.

عن ذلك قال رئيس تحرير صحيفة "الوسط" الأكثر مبيعا منصور الجمري: "الفئة الحاكمة لم تفهم المسألة، وهي تعتقد بإمكانية حلها عن طريق بعض الرتوش مع مناورة من هنا ومناورة من هناك، وتدعو للجلوس سوية ولتشكيل لجان قد تصل إلى عشر لجان، لكن الناس في الشارع لا يريدون أي لجنة بعد الآن، هذه هي المشكلة".

المعارضة تريد إقالة رئيس الحكومة

وثمة إمكانية واحدة حاليا يمكن أن تُظهر أن العائلة المالكة جادة فعلا في موضوع الحوار، وهي إقالة رئيس الحكومة المكروه من الشيعة الأمير خليفة بن سلمان الذي يحكم البلاد منذ أربعين سنة. وتشعر المعارضة حاليا أنها في موقع قوي، الأمر الذي دفع الملك الليلة الماضية للسير خطوة أخرى تجاهها من خلال إعلانه عفوا عاما عن المعتقلين السياسيين.

وتريد المعارضة اليوم الثلاثاء رفع وتيرة ضغطها مرة اخرى بالدعوة إلى مظاهرة يمكن أن تكون الأكبر في تاريخ البلد. ويُظهر إلغاء سباق سيارات "الفورمل واحد" في المنامة إلى أي حدّ يتوجب على البحرين دفع ثمن الوضع الحالي، إذ أن الالغاء يضرّ كثيرا بصورة البلد على المستوى الدولي، وبسمعته الجيدة أيضا كموقع مالي دولي مستقر على مدى السنوات الماضية.

كارستن كونتوب/اسكندر الديك

مراجعة يوسف بوفيجلين