البابا يريد إصلاح الكنيسة وجعلها في خدمة الفقراء
٢٨ نوفمبر ٢٠١٣البيانات التي يصدرها رأس الكنيسة الكاثوليكية تشبه البيانات الحكومية، وما أعلنه ليس مفاجأة، فالبابا قدم مشروعا لإحداث تحول في الكنيسة يتمنى فيه أن تكون الكنيسة الكاثوليكية "كنيسة فقيرة للفقراء"، الذين يكثرون من انتقادهم للذات ويقللون الاهتمام بالأبهة.
وتتكون الرسالة الرسولية من 180 صفحة، تتضمن وجوب أن تكون الكنيسة منفتحة للحوار مع الجميع. العنوان الرئيسي للرسالة هو "فرحة الإنجيل"، أما عنوانها الفرعي فهو "حول نشر الإنجيل في عالم اليوم". وجاء نشر هذه الرسالة البابوية بمناسبة انتهاء "عام الإيمان".
وفيها يحاول البابا فرنسيس تحقيق توازن بين التقاليد والإصلاح: فالكنيسة التي تمارس النقد الذاتي يجب أن تكون منفتحة للتطورات المعاصرة، دون الخروج عن المبادئ الأساسية.
القربان المقدس للمخالفين أيضا!
إصلاح البابوية كان قد اهتم به من قبل البابا يوحنا بولس الثاني. ووفقا للبابا فرانسيس، فإن التقدم في ذلك لايزال غير كاف. ويشكو البابا بصفة خاصة من عدم تحقق مطالب المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) بتعزيز دور المجالس الأسقفية في صنع القرار.
وفيما يتصل بموضوع النزاع حول استبعاد الأشخاص الذين تزوجوا بعد طلاقهم من "القربان المقدس"؛ حذر البابا من أنه " ينبغي ألا تغلق أبواب الأسرار لأي سبب كان من الأسباب. فالقربان المقدس "ليس مكافأة للأشخاص الكاملين." وهذه القناعات "ستكون لها عواقب على عمل الكنيسة" وهو ما يجب على الكنيسة أن "تقابله بالحكمة والشجاعة." وحتى الآن يمنع الأشخاص المطلقون، الذين تزوجوا بعد طلاقهم، من القربان المقدس في الكنيسة الكاثوليكية. و في ألمانيا تدعو أبرشية فرايبورغ إلى موقف ليبرالي في هذه المسألة.
"أصل الشرور التوزيع الغير عادل للثروة"
وصاغ البابا قناعته بالنسبة للواجب المسيحي الأول وهو التوجه إلى الأشخاص المحتاجين، فكتب يقول: "بالنسبة لي فإن كنيسة مضغوطة ومجروحة ومتسخة لأنها خرجت للشوارع، أحب إلي من كنيسة مريضة بسبب ميلها للكتمان والراحة وتشبثها بأمنها الخاص" وبالتالي، فإن المسيحيين يجب عليهم تقديم مساعدة محددة، وهذا يشمل، وفقا للبابا، القضاء على أسباب الفقر. ويقول إن السبب الرئيسي لكل الشرور الاجتماعية والعنف هو التوزيع غير العادل للثروة في العالم، وأن النظام الاقتصادي الحالي "جذورة غير عادلة" وتقنين الأسواق مسألة واجبة منذ مدة.
ويقترح البابا فرنسيس "وسائل جديدة" و "طرق خلاقة" لنشر الإنجيل. كما يريد أيضا وضع هياكل الكنيسة على المحك فكتب: "إن الإفراط في المركزية يعقد حياة الكنيسة وديناميكية التبشير، بدلا من مساعدتها". كما أنه يريد تعزيز المجالس الأسقفية الوطنية والإقليمية، علاوة على أنه لا يستبعد "إصلاح البابوية" ذاتها. وينبغي أن يكون لغير رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المزيد من المسؤولية في الكنيسة، كما يريد البابا إشراك النساء أيضا بشكل أقوى في قرارات الكنسية.
الترحيب برسالة البابا
وعلى صعيد ردود الفعل خارج الفاتيكان، أعرب أساقفة في ألمانيا عن تقديرهم للرسالة الرسولية ووصفوها بأنها "دعوة نبوية إلى الكنيسة" وتحدث رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان، روبرت تسوليتش عن "تحليل مؤثر للوضع الحالي" وقال إن البابا يظهر بلغة واضحة وحيوية كيف يمكن للكنيسة أن تتشجع على القيام بتحول جديد. وفي ميونيخ أوضح الكاردينال البافاري راينهارد ماركس أن ما كتبه البابا يشجع على الإقدام للسير من جديد في طريق التبشير الشامل.